المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

الحساء الأخير

صورة
"إنه الحساء الألذ على الإطلاق" ضحكت ماجدة وقالت: "أعلم" ، ثم سألتني: "هل أسكب لك المزيد؟" .. لقد تقابلنا منذ سنة واحدة، في عرس أحد الأصدقاء، كانت ماجدة تقف قرب مائدة الطعام، تتحدث مع صديقة لها.. وتحتسي الصودا. امرأة فاتنة بمنتصف العقد الثالث، ترتدي فستانا أسودا، وهذا أمر قد أعجبني، إذ اعتقدت أن الأسود دائما يتطلب جرأة كبيرة.. ظللت واقفا أمامها على مسافة مناسبة لا تفضح نظراتي إليها وتفحصي لابتسامتها الجذابة، وقوامها الآسر. أجرب كل الكلمات والجمل التوددية في ذهني وأتدرب عليها، كأي مراهق يطلب من فتاة الخروج معه لأول مرة. غادرت صديقتها، واستدارت إلى المائدة لالتقاط بعض الطعام في صحنها، كانت فرصة مناسبة، التقطت صحنا بدوري، واقتربت منها، ثم اخترت نفس الطعام الذي تختاره، وحينما لاحظت ذلك نظرت إليّ وابتسمت لي، كانت أسنانها ناصعة البياض، وحمرة شفتيها تضاعف من حدة بياض أسنانها.. سألتني: "هل ستضع كل شئ أضعه حتى لو لم تكن تحبه!؟" فابتسمت وأجبتها: "نعم" ابتسمت لي مرة أخرى وذهبت للجلوس على إحدى الطاولات بمفردها.. وضعت الطعام جانبا، ثم

قهوة بالبندق لشخصين

صورة
كان يتحدث بلهجة مثيرة للسعادة، لم يسبق لي أن استمعت إلى شخص يتحدثها سوى على التلفاز، في المسلسلات التركية المدبلجة. بينما كنت أحتسي قهوتي، وأباشر عملي في المقهى، سمعته يتحدث إلى النادل، بطريقة مُهذبة، ولهجة مُحببة، ويطلب طلبي المفضل (قهوة بالبندق) مما أثار فضولي لرؤيته. التفت لأجد شخصا كفيفا، يحمل كوب قهوة، وعصا في اليد الأخرى، ويتحرك في اتجاه احدى الطاولات القريبة مني.. كان يعرف المكان كأنه يراه.. جلس في هدوء، واحتضن بيديه كوب القهوة. توقفت عن العمل تماما.. ودارت في رأسي مئات الأسئلة. كانت عيناه زرقاوين، مُطفأتين. كنت أنظر إليه، وكان ينظر بإتجاهي.. وكان الفرق بين ذلك وذاك يجعل الغصة في قلبي تنمو. ابتسم، فخجلت للحظة، ثم عدت إلى العمل مرة أخرى.. في اليوم التالي، رأيته يفعل نفس الشئ.. يجلس على نفس الطاولة، يمسك كوب القهوة بنفس الطريقة، يجلس في هدوء ويبتسم.. في اليوم الثالث، لاحظت لأول مرة وجود خاتم زواج بإصبعه! كتبت قصة من بحر خيالي عن المرأة التي يُحبها.. كتبتها تشبهني.. ربما لأن شيئا بداخلي، عندما كنت أنظر إليه، -إلى عينيه المطفأتين وابتسامته التي توحي بال