الحساء الأخير
"إنه الحساء الألذ على الإطلاق" ضحكت ماجدة وقالت: "أعلم" ، ثم سألتني: "هل أسكب لك المزيد؟" .. لقد تقابلنا منذ سنة واحدة، في عرس أحد الأصدقاء، كانت ماجدة تقف قرب مائدة الطعام، تتحدث مع صديقة لها.. وتحتسي الصودا. امرأة فاتنة بمنتصف العقد الثالث، ترتدي فستانا أسودا، وهذا أمر قد أعجبني، إذ اعتقدت أن الأسود دائما يتطلب جرأة كبيرة.. ظللت واقفا أمامها على مسافة مناسبة لا تفضح نظراتي إليها وتفحصي لابتسامتها الجذابة، وقوامها الآسر. أجرب كل الكلمات والجمل التوددية في ذهني وأتدرب عليها، كأي مراهق يطلب من فتاة الخروج معه لأول مرة. غادرت صديقتها، واستدارت إلى المائدة لالتقاط بعض الطعام في صحنها، كانت فرصة مناسبة، التقطت صحنا بدوري، واقتربت منها، ثم اخترت نفس الطعام الذي تختاره، وحينما لاحظت ذلك نظرت إليّ وابتسمت لي، كانت أسنانها ناصعة البياض، وحمرة شفتيها تضاعف من حدة بياض أسنانها.. سألتني: "هل ستضع كل شئ أضعه حتى لو لم تكن تحبه!؟" فابتسمت وأجبتها: "نعم" ابتسمت لي مرة أخرى وذهبت للجلوس على إحدى الطاولات بمفردها.. وضعت الطعام جانبا، ثم