المشاركات

عرض المشاركات من 2018

(لن أواجه الموت، وأنا وحدي.)

صورة
ست عجوزة، ساكنة في العمارة بقالها 15 سنة، حركتها بسيطة، وحيدة، مالهاش لا إبن، ولا زوج، ولا قرايب، دلوقتي إتضح ليه هي عايشة في الدور الأول.. - بتصرف منين؟ كانت كاتبة، عملت كتب كتير، ومبيعات الكتب دي تعدت الـ10 مليون دولار.. كل شهر بيجيلها وديعة من البنك، ومش عارف بتصرفهم في إيه. لما زرناها حسينا بحاجة غريبة ومش منطقية.. كان عندها في الشقة 4 غرف نوم كلهم مفروشين، سفرة كبيرة جدا وطويلة، كان عليها أطباق كتير وفناجين قهوة سخنة، أكل كتير جدا. - كانت عازمة حد عندها؟ لأ! ده الغريب في الموضوع، كانت مرتبكة من وجودنا.. قاعدة على كرسي متحرك، على رجلها قاعدة قطة كبيرة، عينيها مخيفة، القطة كانت بتلاعب حد واقف جنبها.. كانت عيني على تحركاتها.. ونظراتها.. لحد ما حسيت إن فيه حد موجود.. حد أنا مش شايفه! البخار اللي طالع من فناجين القهوة.. الكتير اللي على السفرة. خلى جسمي يقشعر.. نفس الفكرة جاتلي.. فيه حد موجود أنا مش شايفه!؟ - قصدك أشباح مثلا؟ ده اللي كنت فاكره.. الزيارة دي رغم ان خوفي خلاها تكون قصيرة.. فضولي خلاها ما تطلعش من بالي أبدا.. مشيت.. وقلت لجارتي العجوزة لو احتاجت أي حاجة، تعرفني،

مبقاش سر

صورة
مين فينا يقدر يستغنى عن التكنولوجيا واللي بتقدمه لينا؟ محدش، تقريبا.. فيلسوف معاصر قال: "التكنولوجيا هي السلاح الذي صنعته الإنسانية لمحاربة نفسها" .. ده أهبل؟ كل اللي علقوا على رأيه، اتهموه بالتخلف، والنقم، وإنه مش مقدر فوائد التكنولوجيا الكتير، بداية من إنقاذ الأرواح، لحد السفر لكواكب تانية! بس حكايتي مع التكنولوجيا، كانت متفقة مع رأيه تماما.. حكاية صغيرة.. بعيدا عن أي شئ ممكن يصبح قضية رأي عام.. والناس تتفاعل معاه.. حاجة مش ملحوظة، لإننا كلنا بنعملها.. أنا بطلت أخرج من البيت.. أنا وحيد، بسبب التكنولوجيا.. من 4 سنين كانت حياتي مختلفة تماما، كان اصحابي 6 بنتقابل كل أجازة أسبوع، بنشوي.. وبنخرج سفاري، بنحكي لبعض عن حياتنا، بنتسابق، بنعمل مباراة كرة قدم، كانت البنت اللي بحبها زميلتي في الشغل.. صباح الخير بالنسبالي لما كنت بشوف ضحكتها كل يوم، كنت بتوه في تفاصيلها لدرجة إني بحس إن كل حاجة بتمشي بالحركة البطيئة.. عندها غمازة في خدها الشمال، عينيها واسعين، ولونهم زي لون العسل.. شعرها كان مموج، ودايما طويل، لما كانت الشمس بتطلع على مكتبها وتقف على وشها، كانت بتضايق، بس ده كان

جزء مفقود في الترجمة

صورة
نزلت تطبيق تعلم لغات، وفي نفس الوقت شات مع ناس أجانب.. أول كام يوم مكنتش فاهمة التطبيق شغال إزاي لحد ما اتعودت عليه، بدأت أترجم عبارات وجمل واسمع نطقها.. رحت لصندوق الرسايل اللي كان فيه ٩٤ رسالة! أول مرة أشوفهم.. فيه رسايل كتير من ناس بيتكلموا نفس لغتي، ودول كانوا باعتين رسايل للتعارف.. أما الباقي كانت رسايل بلغات مختلفة من ناس من دول تانية.. فتحت واحدة فيهم كانت اللغة غريبة ومش فاهمة أي حاجة! بدأت أضغط على زر الترجمة وكانت الترجمة كالتالي: "إزيك يا مي؟" "مش فاكراني؟" "متهيألي عيب مترديش على رسايلي كل ده " "أنا عارف سرك الصغير" "صبري بدأ ينفذ" "لو مردتيش في خلال يومين كله هيعرف سرك" .. آخر رسالة كانت من ٣ أيام! دخلت على الصفحة بتاعة الشخص ده.. ولقيت صوره.. يبدو مألوف بالنسبالي.. ممكن أكون شوفته في طريق أو سوبر ماركت بس حقيقي مكنتش فاكراه خالص.. فجأة بقى أونلاين و typing... كنت حابه أعرف مين ده! وليه وشه مألوف وليه رسايله تهديديه بالشكل ده! وإزاي بيبعت بلغة غريبة، طالما عارفني

كان يا زمان!

صورة
أنا وخطيبي، استلمنا شقتنا الأسبوع اللي فات..  النهاردة أنا وأختي هنروح نفرشها، ونبات هناك..  وصلنا.. العمارة لسه جديدة، وفاضية.. ودي أحلى حاجة فيها..  مفيش غير واحد بس اللي اشترى الشقة اللي فوقينا.. بس لسه ما نقلش وما اتعرفناش عليه.. بدأنا نطلع الحاجات من الاكياس والكراتين .. وبعدين قمت وسبت أختي تكمل  ورحت المطبخ أعمل اتنين نسكافيه.. كنا مشغلين أغاني، وصوتها عالي.. بما ان مفيش جيران..  سمعت صوت بيبي بيعيط .. ! ناديت على مها توطي صوت الأغاني..  قفلتها وجات..  فضلنا ساكتين.. بنسمع.. مكانش فيه أي حاجة! شغلنا الأغاني تاني.. بعد شوية برده سمعنا صوت بيبي بيعيط..  قفلنا الأغاني خالص..  وبدأ الجو اللطيف اللي عاملينه يتقلب، لعكننة..  .. قعدنا نتكلم، وكنا قربنا نخلص كل الكراتين المقفولة.. والجو كان طبيعي..  بعدها سمعنا الصوت أقوى.. وأوضح. . مها مسكت ايدي.. وقالتلي مش ممكن يكون الجار اللي ماشوفناهوش سكن ؟ طلعنا الدور اللي فوق..  فيه شقتين بردو، بس معرفش أنهي شقة بتاعته! خبطت على الشقة اللي كانت على اليمي

بين الحياة والموت (الحرمان الحسي)

صورة
وأنا صغيرة، حلمت إني كسرت دراعي..  لما صحيت، دراعي كان بيوجعني بطريقة لا تُحتمل..  من وقتها بقيت مقتنعة إن الأحلام دي.. مش مجرد مشاهد عقلي بيصنعها، وبيعرضها وأنا نايمة..  مُصطلح أرض الأحلام بالنسبالي. كان مُصطلح حرفي.. غير مجازي.. حقيقي..  لإن اللي كان بيحصلّي ما يفسروش غير إني أول ما بنام.. وأصحى.. بكون صحيت في مكان تاني..  بكون موجودة في بُعد حقيقي.. ملموس.. و مادي.  أي حد بيحب يسند كل اللي بيحصل للعلم.. هيعتبر اللي بقوله تخاريف.  لكن فيه حاجات كتير العلم لسه مفسرهاش.. فيه حاجات العلم عاجز انه يفسرها..  زي "أنا بروح فين.. وبعمل ايه أول ما بغمض عيني وأنام!؟"  النهاردة.. الذكرى السادسة..  سألني صديقي بالمراسلة جيري: لإيه؟  قلت له: لأسوأ حاجة حصلتلي في حياتي.. للكابوس اللي ملاحقني.. من 6 سنين.. يوم عيد ميلادي..  نمت، غمضت عيني.. وشفتني واقفة عيني لونها أبيض تماما.. ماسكة في ايدي شمعة عيد ميلادي الـ 17..  عيلتي كلها أبويا وأمي وأختي الصغيرة، واقفين قصادي..  بتقع الشمعة دي مني على الأرض.. وفجأة نار كبيرة بتمسك فيهم..  مبقدرش أقرب منهم