جزء مفقود في الترجمة



نزلت تطبيق تعلم لغات، وفي نفس الوقت شات مع ناس أجانب..

أول كام يوم مكنتش فاهمة التطبيق شغال إزاي لحد ما اتعودت عليه، بدأت أترجم عبارات وجمل واسمع نطقها..
رحت لصندوق الرسايل اللي كان فيه ٩٤ رسالة!
أول مرة أشوفهم..
فيه رسايل كتير من ناس بيتكلموا نفس لغتي، ودول كانوا باعتين رسايل للتعارف..
أما الباقي كانت رسايل بلغات مختلفة من ناس من دول تانية..
فتحت واحدة فيهم كانت اللغة غريبة ومش فاهمة أي حاجة!
بدأت أضغط على زر الترجمة وكانت الترجمة كالتالي:
"إزيك يا مي؟"
"مش فاكراني؟"
"متهيألي عيب مترديش على رسايلي كل ده "
"أنا عارف سرك الصغير"
"صبري بدأ ينفذ"
"لو مردتيش في خلال يومين كله هيعرف سرك"
..
آخر رسالة كانت من ٣ أيام!
دخلت على الصفحة بتاعة الشخص ده.. ولقيت صوره.. يبدو مألوف بالنسبالي.. ممكن أكون شوفته في طريق أو سوبر ماركت بس حقيقي مكنتش فاكراه خالص..
فجأة بقى أونلاين
و typing...
كنت حابه أعرف مين ده!
وليه وشه مألوف
وليه رسايله تهديديه بالشكل ده! وإزاي بيبعت بلغة غريبة، طالما عارفني، وطالما حاسه إني شوفته!
فضلت نص ساعة مستنية انه يبعت أي كلام مبعتش!
فقررت ما أديش الموضوع أكبر من حجمه .. أكيد دي طريقة جديدة مستفزة عشان تخلي أي حد يرد..
خرجت من غير ما أرد وشفت رسالة تانية...
ترجمت ولقيت نفس المضمون..
نفس الكلام كان في ٢٠ رسالة تانية!
وصلت رسالة جديدة.. بلغتنا العادية..
"لو مش فاكرة هسامحك، لو بتدعي ده.. صدقيني العواقب هتكون سيئة"
رديت عليه وأنا متأكدة ان فيه حاجة مش طبيعية
قلتله أنا حقيقي مش فاكره
انت مين وازاي بتتحكم في كل الصفحات دي..!؟
قالي: مش فاكرة؟
مش فاكراني؟
***
من 10 سنين كنت في سفاري مع شلة من اصحابي، كان فيه أجانب، كنت مرتبطة قبل ما أشوفه مع بنت أوكرانية.. كان غبي، يمكن لون شعرها الأحمر هو اللي خلاه في اللحظة دي، ينسى كل حاجة بيقامر بيها.. ينسى اللي بيننا، ويحطه كله على ترابيزة الخيانة.
وأنا كنت مجنونة، وكبريائي خلاني ما أبصش حتى في وشه، ولا أعاتبه، ولا أسمعه.. بس كان لازم أعلم عليه.. في النهاية إيه أسوأ من ست حاسة بالغضب والغيرة؟
بيقولوا لو حابب توجع حد، ما تأذيهوش.. لكن بص على أغلى حاجة عنده ده ممكن يعيشه في جحيم.. والطريقة اللي كان بيبصلها بيها كانت بتقول إنه.. إنه حبها..
استنيتها وهي راجعة بالليل الفندق.. كانت مع الجروب، لكن لما شافتني، كانت غبية كفاية عشان تسيبهم وتيجي تقف معايا عشان "نتكلم" .. الأغبيا بس اللي فاكرين إن كل حاجة بتتحل بالكلام.. وأنا اديتها فرصتها تعترف إن دي كانت غلطة.. وإنه أغراها، وإنها مش هتكررها تاني.. كنت ببصلها، وبسأل نفسي إيه اللي عجبه فيها؟
بشرتها البيضا، ولا سنانها المظبوطة، ولا ريحتها، مديت إيدي، وهي لسه بتتكلم.. على شعرها، أكيد شعرها الأحمر الناعم هو اللي عجبه أكتر من أي حاجة تانية فيها..




ضحكت لما عرفت اللي مفروض أعمله، وهي ارتعشت من الخوف، وشالت إيدي.. نظرة عينيها وهي مش فاهمة كانت بتقول إنها بريئة.. لو بس معرفهاش كنت صدقت.. كلامها المكسّر وهي بتحاول تفهمني.. كان ممكن يخيل على أي حد يسمعه.. إلا أنا.





***





- إيه اللي إنتي هببتيه ده.

* قلتلك مش عايزة أشوف وشك مرة تانية
- البنت مش هتسكت.. عارفة اللي بيتعرضوا لأجانب في بلدنا بيحصلهم إيه؟
* عارف إنت اللي يبص لحاجة في إيدي أنا بعمله إيه؟
- إنتي مفهمتيش كل الحكاية، مسمعتيش..
* اطلع بره
- انتي مريضة.. البنت في المستشفى
* أنا ما أذيتهاش
- إنتي حرقتي شعرها! حرقتيها!!
* هي قالت كده؟ قالت إن أنا عملت كده؟
- يا خسارة.. أنا آسف إني كنت ..
* بتخونني؟
- لأ.. آسف إني في يوم حبيتك..




***





كان عنده حق في كل كلمة.. بس مفهمتش اللي حصل! حرق إيه؟

أنا كنت غضبانة، أكتر من اللازم.. وخوّفت البنت.. قصيت جزء من شعرها، ومشيت.
معملتش أكتر من كده، في النهاية أنا كنت موجوعة.. بس هي ملهاش ذنب إني أأذيها بالشكل ده.. رحت المستشفى، الكلام كان حقيقي.. البنت كانت في العناية المركزة، قدرت أشوفها ومفيش حد على الباب، حاولت أتأسفلها، بس أنا معملتش ده.. مسكت ايدي بشدة.. وفضلت تتكلم.. مفهمتش أي حاجة.. كنت خايفة.. مشيت.. وبعد ساعة عرفت إنها ماتت..
من كلام الممرضة عرفت إن الراجل اللي كان بيعيط، وأغمى عليه يبقى جوزها اللي لسه واصل من المطار..




وهو كمان كان موجود.. بصلي بحسرة وهو مصدق فعلا إن أنا اللي عملت ده..

روّحت، أجازتي خلصت ولازم أرجع لخدمة الغرف..
لكن هو مسابنيش.. بلّغ عني.. والبوليس قبض عليا، اتحقق معايا، والكاميرات بتاعة الفندق، وشهادة الجروب اللي هي كانت معاه.. أثبتولهم كلهم اللي حصل فعلا..
إنها بعد ما قابلتني، رجعت تاني ليهم، وكانت إلى حد ما سليمة..
خصلة شعر ده كل الأذى اللي كان ممكن أسمح لنفسي ألحقه بيها، مش أكتر من كده.
أفرجوا عني بكفالة، حاول يكلمني مرة تانية.
من جواه كان عارف إن هو السبب في كل اللي عملته وكل اللي حصلي، والبهدلة اللي شوفتها قبل ما يعرفوا الحقيقة..




بس دي بالنسبالي كانت نقطة تحوّل.. الذنب اللي ملاحقني لو كان غضبي سمحلي بأكتر من كده.. يبدو إن غضب حد تاني سمحله إنه يأذيها أكتر.. لكن كنت محتاجة أبعد.

والحياة اللي اخترتها.. هنا في المكان ده..




حياة البحر، خدمة الغرف، السياحة.. والأجازة في سفاري.. وحب حياتي اللي قرر يتخلى عن الأحلام اللي رسمهالي.. والبنت دي، كان لازم كل ده يفوقني.

نزلت القاهرة، اشتغلت هناك برده في فندق...
وبعدت عن الماضي على أد ما قدرت وكمان نسيته.




مي اللي كانت عايشة الحياة بالطول والعرض، ومؤمنة بالحب..

خلفت واتجوزت وبقى عندها بيت، وإبن جميل.. يقدر ينسيني أي حاجة في الدنيا.




****





ابني اتخطف..

بقاله 48 ساعة، ما حضنتوش، ولا شميت ريحته، ولا سمعت صوته وهو بيناديني..




"لازم تفتكريني لوحدك"





جوزي كان بيصرّخ في وشي عشان أعيط، أو أتكلم، أو أسيب التليفون من إيدي، أو أتحرك، أو أتكلم مع البوليس.. بس أنا كنت في رحلة للماضي.. مش عارفة المفروض أفتكر كام سنة عشان أقدر أميّز وش راجل واحد؟





ليه دلوقتي؟

ليه في التطبيق ده، ووصلي إزاي؟
رد عليا صوت عقلي..
"السؤال الأهم، ليه ست قربت توصل للأربعين، عاوزة تتعلم لغة جديدة؟"




ويا للمفاجأة، ده وصلني فعلا لإجابة!





***

غيّرت عنواني، ووظيفتي، وحتى غيّرت من نفسي.. بس اللي حصل مش بيتغيّر.. وشها مش بيروح من بالي. صوتها المبحوح، وهي ماسكة إيدي بقوة وبتضغط عليها، وبتقول كلام مش مفهوم.. كان شبح بيطاردني.. كابوس كل ما أغمض عيني بحلم بيه.




كان عندي أمل إني لو عرفت كانت بتقولي إيه، أرتاح.. والموضوع ينتهي.

بس إزاي ممكن أقدر أفهم كانت بتقول إيه، من صوتها في ذاكرتي..
إزاي هقدر أسترجع كل حرف نطقته، دلوقتي.. بعد 10 سنين.




نزلت التطبيق، عشان يمكن لو سمعت جمل مشابهة، أقدر أفتكر.. يمكن لو كلمت ناس من نفس جنسيتها، أقدر أوصل..





بس الظاهر إن جوزها كان بيحاول يوصلي من زمان..

والظاهر إنه نجح لما وصل لإبني..




إزاي ممكن أقنعه هو بالذات، إني معملتش كده في مراته!

يمكن لو قلتله إنها كانت بتخونه ده يخليه يتجاوز عن فكرة الانتقام؟
اضطريت احكي للبوليس كل حاجة..




بعد ما بعتلي رسالة وقالي: "اعترفي إنك قتلتيها هي وابني"

دلوقتي عرفت هو بيحاول يعمل إيه..
أنا اللي قلت عشان توجع حد ما تأذيهوش، بس بص على أكتر حاجة بيحبها، وإنت ساعتها هتكون قادر تعيشه في جحيم..
هو ده اللي بيحصل فعلا؟ كل حاجة عملتها بتتردلي؟
بس أنا معملتش أي حاجة من اللي كلهم فاكريني عملتها.. مش أنا السبب في موتها.




وثقت في البوليس، وأنا عارفة إني في النهاية هأضطر أخسر حاجة.. أو كل حاجة.

عدى 10 أيام..




جوازي كان بينهار وكنت بأتحمل كل المسئولية على اللي بيحصل..

إبني مفيش خبر واحد عنه، والبوليس لسه بيحاول..




لحد ما باب بيتي خبّط.. وش تاني ما شوفتوش غير من 10 سنين..

السبب الحقيقي في كل اللي بيحصلي دلوقتي..




- أنا عرفت اللي حصل، أنا آسف.. بس فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها.





حب حياتي، بعد 10 سنين، بيظهر قدام بيتي، وإبني مخطوف، ودي أول جملة بيقولها..

أول جملة قلتلهاله، كانت مختلفة: "إبننا مخطوف"




في اللحظة دي حسيت رغم كل اللي أنا فيه إلا إني ارتحت..

السر اللي كنت شايلاه طول السنين دي.. رميته في وشه بالسهولة دي. بس بالنسباله، كان الموضوع أشبه بتلقيه لطلقة في منتصف راسه..
واللي كان شئ مُرضي بالنسبالي..




كان هيرضيني إنه يحس بالوجع اللي حاساه.. وإنه يشيل عبء إنه عنده إبن مكانش يعرف عنه حاجة، مخطوف.. بسبب غبائه.. بسبب اللي عمله فيا..





كاد يُغمى عليه حرفيا، واللي فكرني بنفس المشهد.. عقلي راح في حتة تانية

جوز البنت الأوكرانية.. لما كان في المستشفى.. وأغمى عليه..
قلتله كده، قالي: "لسخرية القدر هو كمان مكانش عارف إنه هيكون أب"




- إيه؟

* الظاهر إن دي طريقة تلقينا كلنا للخبر..
- مكانش عارف إنها حامل!
* إنتي إزاي تعملي فيا كده، وتخبي عني!!
- أرجوك مش وقت كل العتاب ده، أرجوك ركز معايا.. إيه اللي إنت تعرفه عن جوزها؟ كانت بتقولك إيه عنه؟
* كانت حامل، ومكانتش لسه قالتله، كان ابنه هو، كان غرقان في الديون، وجم هنا هربانين، هي جات قبله.. وهو كان المفروض ييجي بعدها بيومين، بس اتأخر، وجه بعدها في نفس اليوم اللي...
- لأ.. جه بعد وصولها بيومين..
* لأ، بقولك إتأخر..
- أنا شفته..
* شفتيه؟ ده من 10 سنين، إنتي متأكدة!
- فكر فيها، شوف أنا عملت إيه عشان اكتشفت خيانتك ليا.. اللي عمل فيها كده، لازم كان غضبان منها.. وكان قاصد.. جوزها كان موجود طول الوقت، وبيراقبها، واكتشف خيانتها.. عشان كده قرر يقتلها..
* حاجة زي دي كانت بانت من ميعاد وصول طيارته!
- إنت قلت إنه جاي هربان! يعني فيه احتمال إنه ما استخدمش طريقة ممكن حد يتعقبه بيها! وبعدين ليه حد هيشك فيه أصلا!
* مفيش دافع قوي.. لو حتى عرف إنها بتخونه، مش هيروح يقتلها! ده أغمى عليه لما قالوله إنها ماتت، وكان بيعيط.. ده مكانش تمثيل..
- أغمى عليه لما عرف إن إبنه مات.. إنه قتل إبنه..




***





كلها كانت مجرد افتراضات في دماغي..

بس السؤال اللي مكنتش قادرة أفترض إجابته، ليه يقتلها؟ وليه بالطريقة دي؟ كأنه كان بيحاول يلفقهالي!




**





بعد ساعات من التفكير مقدرتش أوصل لحاجة.. لكن وصلتني أخيرا رسالة منه..

كانت صورة ابني..
كان.. كويس.. أنا مدينة ليه بكل اعتذار ممكن..
بعدها طلب مني 200 ألف دولار!




- وهترجعلي إبني؟

* كان زمان عندي ابن في نفس عمره.. إنتي حرمتيني من ده
- أرجوك، أقسملك إني ماليش ذنب..
* جهزي الفلوس وساعتها هرجعلك ابنك..




كالعادة البوليس كان متأخر خطوة دايما، ومن اللحظة دي كنت بتصرف لوحدي..

أنا وجوزي.. وأبو ابني..
جمعنا المبلغ، من شغلنا، وكل اللي نعرفهم..
ورحت عشان أقابله بيه..




***





- عاوزة أشوف ابني

* الفلوس الأول
- ابني.. يا إما هحرق الفلوس دي.. ومش هتكون أول مرة
* كويس.. ده بيخلينا نروح لنقطة مهمة




في اللحظة دي، ظهر واحد، مع ابني..

كل قوتي في اللحظة دي راحت، أخدته في حضني، وعيّط.. وعيطت..




أخدوا الفلوس مني





*فاضل حاجة أخيرة.. أهم من كل ده..

- إيه؟
* تمضي هنا..
- أنا مقتلتهاش!
* الورق ده اعتراف منك انك قتلتيها
- المفروض إنت اللي توقع على الورق ده.. أنا وانت عارفين كويس انك انت اللي عملت ده. سكت وهو بيبصلي.. وبعدين قالي: "وايه مصلحتي إني أقتل أم ابني.. مراتي حبيبتي".




بصيت لإبني، وفهمت.. هو مكانش بيدوّر على الانتقام.. كل اللي كان يهمه الفلوس..

واحد مديون.. واكتشف خيانة مراته.. إزاي ممكن موتها يفيده؟
إلا لو كان فيه تأمين على حياتها..
تأمين مش هينفع ياخده لو كان هو اللي قتلها.. وأنا كنت الشخص المناسب عشان أمثل الدور ده..




- إنت كنت عارف انها بتخونك، بس مكنتش تعرف إنها حامل.. وإنه إبنك إنت.. قررت تضرب عصفورين بحجر.. تتخلص منها وتحل أزمتك..

بس يا ترى إيه اللي حصل معاك لحد دلوقتي؟
ليه دلوقتي؟




* إنتي ذكية أكتر من اللازم..





- شركة التأمين رفضت؟





* أجروا محقق، واللي كان غبي.. وكارهني، وشاكك فيا..





- يعني كشفوك؟





حط المسدس بعصبية على راسي.. ابني استخبى ورايا..

سألته: "يوم ما قتلتها، بعد ما طلعت أوضتها، لما أنا تعديت عليها، كنت إنت هناك، مكنتش مخطط لحاجة صح؟ ايه اللي حصل؟ "




*الغبية كانت بتحاول تكلمه، وتستنجد بيه..





- وإنت سمعتها؟





شايفين؟.. بستخدم نفس الحيلة الغبية.. معتقدة إن الكلام ممكن يحل كل حاجة..

بس الحقيقة.. الكلام كان هيلهيه كفاية عشان جوزي والبوليس يقدروا يخرجونا من الموقف ده.. أنا واقفة بأتكلم، بهدوء، وبسمع الراجل اللي بقاله أيام مخلّي حياتي أشبه بالجحيم.. خطف ابني.. وخلاني زي الجثة مش قادرة أنزل دمعة واحدة، ولا أشتكي.. بس مستنية لحظة واحدة..
لحظة واحدة أطمن ان إبني هيخرج من هنا سليم.. وساعتها مستعدة أرجع لنسخة الست الغضبانة مرة تانية.. بس المرة دي.. مش هكتفي بخصلة شعر..




رن تليفوني.. الظاهر ان اللحظة دي تبقى دلوقتي..

دخل البوليس في وقته تماما..
ضرب رصاصة في كتفه، وقع على الأرض..
ابني جرى لأبوه.. (اللي يعرفه)
وأنا مسكت المسدس بتاعه، وضربته.. لحسن الحظ ولسوءه، مكانش فيه غير رصاصة واحدة، واللي أخطأتها بالمناسبة..
بس مكنتش محتاجة لمسدس عشان أقدر أصب غضبي عليه..
لولا البوليس منعني بالقوة وبعدني عنه، كنت تسببت ولأول مرة في مقتل بني آدم..
***




بعد أيام ابني رجع لطبيعته، وكان مستنيني حوار طويل مع جوزي..





- لازم تبقي عارفة إن ده إبني..

* إبننا.. الولد ميعرفش أب غيرك.. إنت أول حد -حرفيا- فتح عينه عليه..
- وأيا كان اللي هيحصل بيننا.. أنا هفضل أبوه..
* أنا بحبك..
- أنا شفتك بتبصيله إزاي.. عمرك ما بصيتيلي كده!
* اللي بيني وبينك، أكبر من أي حاجة أنا عشتها.. مفيش حاجة بالنسبالي أغلى من العيلة اللي إنت منحتهالي.. الحياة اللي عرفتها معاك.. أنا وإبني، لولاك، مكناش قدرنا نعيش يوم واحد..
فاكرة أول يوم شفتك فيه، دخلت العيادة، وأنا مش لاقية أي أمل، وبأتمنى ما يكونش الوقت فات عشان أقدر أتخلى عن ابني، وأنزله.. بس فاكر إنت قلتلي إيه؟ إنت السبب إن إبني.. إبننا عايش.. إنت السبب في كل حاجة حلوة حصلتلي..
- الإمتنان مش حب..
* أنا عارفة إني مش بقولهالك كتير، بس بص في عيني.. أنا بحبك.. ممتنة ليك ومدينة ليك بالحياة دي.. بس في اللحظة دي، ومن غير أي سبب، أنا بختار أبقى معاك.. عشان بحبك..




حضنني.. ولأول مرة بعد سنين طويلة، أحس إني مش ناقصني حاجة، يمكن ظهور.. ظهوره

فكرني بكل اللي فات، واللي حصل، فتح عيني على النعمة اللي في إيدي..




لكن كان لازم نحل الموضوع اللي بيننا..

اتقابلت معاه، أنا وجوزي.. وقررنا إننا نأجل معرفة الولد بالحقيقة.. بعد الصدمة والتجربة اللي مر بيها، الأحسن للجميع إن كل حاجة ترجع زي ما كانت..
وهو كان متفهم.. هيشوفه كل فترة.. وهنقدمه للولد على إنه صديق العيلة اللي رجع من السفر..




***

الأزمة اللي مرينا بيها، قوّت علاقتي بجوزي، وابني..
في يوم قلقت من النوم..
قمت عملت كوباية قهوة..
فتحت اللابتوب..
مسحت التطبيق، وكل الرسايل..
بس مقدرتش ما أفكرش في معنى كلامها..




نمت وأنا قدام الكومبيوتر.. حلمت بيها مرة تانية.. بس المرة دي كانت مختلفة..

سمعت صوتها بوضوح وهي بتتكلم..
قمت في نفس اللحظة..
مش قادرة أفهم إزاي لساني كان قادر ينطق كلام مش فاهماه..




سجلت الكلام.. واستنيت الترجمة..

"لقد حاول زوجي قتلي.. إنه يعرف.. يعرف كل شئ"




-النهاية-







تعليقات

  1. روعة بجد انا عايشة مع الاحداث كانى شايفاها سينما ربنا يوفقك دايما

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر