ليلة العمر - Till Death do us part.



"واحد منكم اللي قتلها، محدش هيخرج، محدش هيمشي غير لما البوليس ييجي"

قبل نص ساعة كانت كل حاجة عادية، زي أي فرح، المعازيم مشغولين بالنميمة، صوت المزيكا عالي، والكل مترقب البوفيه اللي هيفتح دلوقتي.
لكن العريس والعروسة كان باين عليهم التوتر، قاعدين في الكوشة، ما بيتكلموش ولا بيبصوا لبعض.
سلوى كانت في طريقها للخروج بعد ما نفذت مهمتها بنجاح، مكانش ينفع بنت جميلة ومغرورة زيها تقبل رفض (أمجد) ليها.. وعشان مين! عشان (ندى).. أمجد العريس كان شايف إن سلوى وصولية، وكل همها فلوس أمجد وبرستيجه، ورغم غرورها وكبريائها وحبها للفلوس إلا إن فيه حاجة واحدة مكانتش بتقدر تقاومها؛ أمجد. وعشان كده كانت دايماً بتجري وراه حتى بعد ما قابل ندى وحبها، وما اقتنعتش إنه ضاع من إيديها.
بعد ما اتأكدت سلوى إن الليلة باظت بين أمجد وندى، راحت ناحية باب القاعة عشان تخرج وتروح مكان تاني تحتفل فيه بإنتصارها، وانتقامها.
لكن أول ما حطت إيديها على أوكرة الباب، عرفت إنه ما بيفتحش.. كان مقفول! كإن فيه حاجة سادة طريق الخروج. أكيد غلطة غبية الفندق عملها!
بصت على الباب التاني في نهاية القاعة، لقت (خالد) خطيب العروسة السابق واقف بيشيط من الغضب، كان متعصب وعرقان، وقميصه مبهدل كإنه لسه خارج من خناقة، على عكس حالته في بداية الفرح لما كان داخل متشيّك أكتر من العريس نفسه. خالد كان قريب سلوى من الدرجة التانية.. وبسبب إن سلوى وخالد قرايب، في عزومة مشؤومة أمجد وندى إتقابلوا، ورغم إنهم كانوا في الوقت ده مرتبطين بسلوى وخالد، إلا إن نظراتهم كانت نبوءة عن ميلاد الحب الكبير اللي انتهى دلوقتي بالجواز..
كان المفروض خالد يكون دلوقتي على الكوشة مع ندى، وأمجد يكون مع سلوى! بس القدر غريب!
خالد كان بيحاول يخرج هو كمان، لكن الباب التاني كان برده مقفول.
في اللحظة دي أدركت سلوى إنهم محبوسين في جو مليان بالندم، وجلد الذات والغيرة.. هي وخالد بالذات أخر اتنين المفروض يكونوا موجودين في المكان ده.
قربت سلوى منه، وقالتله: ما تحاولش، الباب التاني كمان مقفول، نستنى بقى حد من الفندق يلاحظ الغلطة البشعة اللي عملوها دي 
بصلها خالد بغضب، وزقها بكتفه وهو بيحاول يمشي بعيد.. راحت سلوى بإستسلام تقعد على ترابيزة مع واحدة صاحبتها، قعدت على كرسي ضهره للكوشة، ووشه للبوفيه..
سألتها وفاء: مالك؟
سلوى: عاوزة أمشي، اتخنقت
وفاء: طيب ياللا هاجي معاكي.
سلوى: لا اقعدي، بتوع الفندق الأغبيا قفلوا الأبواب بالغلط، مش هنعرف نطلع..
وفاء: يادي النيلة، مش قلتلك، مكانش المفروض تيجي الفرح أصلا.
سلوى: وعايزاني أضيع شكلهم وهم بيتخانقوا مع بعض!

بصت سلوى للعروسين، في حين إن وفاء حاولت تفهم منها يعني إيه لكنها ردت: مفيش حاجة 
بدأ المعازيم يطلعوا على المسرح، ويرقصوا، لكن في نفس الوقت كان فيه حاجة غريبة بتحصل، ركن من أركان القاعة كان فيه دخان غريب.. وفجأة ظهر صوت مفرقعات، كله كان بيبص لبعضه يطمّن إن ده طقس من طقوس الفرح!
لكن انتهت النظرات دي بعد ما النور قطع تماماً.. بدأت همهمات المعازيم تعلى، مفيش نور.. وفجأة في وسط الضلمة انطلقت صرخة عالية، بعدها الخوف عم على الكل.. قبل ما ندخل أخدوا مننا موبايلاتنا..
فرح زي فرح ندى الزهار، وأمجد حسين هيبقى فيه نخبة البلد، والنخبة في الفرح بيحبوا ياخدوا راحتهم.. والتصوير ممنوع، إلا لو كان للعروسين.
بعد دقايق قليلة، رجع النور مرة تانية.. لكن رجع بصدمة ومفاجئة هتخلي ليلة العمر، اسم على مسمى.

أمجد كان قاعد جنب ندى وماسك إيديها، اللي صرخت كانت ندى، وكان معتقد إنها خايفة من الضلمة، أو اتضايقت إن ده بيحصل في فرحهم..
لكن لحظات بعد ما النور رجع، بص على عروسته، ولقى فستانها الأبيض غرقان بالدم، ومطعونة بسكينة مطبخ..
وشوش عليها الصدمة، عروسة مقتولة، و250 راجل وست جوّه قاعة فرح مقفولة من كل إتجاه.. منهم 249 برئ ومتهم واحد، بس إننا نلاقيه زي إننا ندور على إبرة في كومة قش..


من دهشة أمجد وخوفه، فضل ماسك ايد ندى وبيحاول يفوّقها.. لسه مكانش مستوعب الموقف، المعازيم فيه منهم اللي كان بيحاول يخرج عشان يجيب أي مساعدة، وفيه منهم اللي كان عاوز يخرج عشان الفرح إتقلب لجنازة وممكن ده يعكر مزاجه!
أصحاب امجد كانوا بيحاولوا يبعدوه عنها.. وخالد كان في صدمة كبيرة، الليلة دي قلبه اتكسر مرتين، مرة لما حب حياته كانت بتتجوز راجل غيره، ومرة تانية لما ماتت!
أما سلوى فكانت في حالة غريبة، إيديها بترتعش، وأغمى عليها، سلوى اللي من دقايق كانت مبسوطة بإنتصارها، دلوقتي مقدرتش تواجه اللي حصل.
واحد من ستاف الخدمة في الفرح، اتصل بالبوليس، ومع وصول البوليس الأبواب كانت هتتفتح، ويخرج معاها القاتل، لكن محدش هيخرج.
مع قرب وصول الشرطة قدروا يفتحوا الباب الشمال، وقف أمجد وزعق في الكل وقال:
"واحد منكم اللي قتلها، محدش هيخرج، محدش هيمشي غير لما البوليس ييجي"

وده اللي حصل، كل اللي في القاعة فضلوا مُحاصرين جواها، وبعد وصول البوليس والمُعاينة الأولية اتسجل الحضور واتعمل لكل واحد فيهم ملف تعريفي، واكتشف البوليس إن فيه 4 في اليوم ده كانوا زيادة على الفرح مفيش دعوات معاهم، لكنهم كانوا موجودين!
عدد المعازيم كان 254 و10 أفراد من ستاف الفندق، أمجد طلع أوضته مع عيلته عشان يقدر يهدى، وبعد ساعات هياخدوا أقواله مرة تانية.
لكن دلوقتي المهم هو التحقيق مع 4 أشخاص التهمة بتشير ليهم بقوة
سلوى، خالد، محمود، وسناء
_________

التحقيق مع خالد:

المحقق: تقدر تقولي إيه سبب حضورك حفل الزفاف رغم إنك مكنتش من المدعوين؟
خالد: أنا كنت من المدعوين، لكن مكانش معايا الدعوة
المحقق: ليه؟
خالد: وقت استلام الدعوة كنت مضايق ومتعصب، قطعتها..
المحقق: وليه تحضر فرح بيضايقك ويعصبك، وكمان قطعت الدعوة بتاعته؟
خالد: قررت في أخر لحظة إني آجي.
المحقق: أستاذ خالد تقدر تشرحلنا إيه علاقتك بالعروسة؟
خالد: كنا مخطوبين قبل ما تقابل أمجد
المحقق: غريبة شوية إنك تحضر فرح خطيبتك السابقة، لسه ممكن حد يعمل في نفسه كده؟ ليه غير لو كان جاي ينتقم ؟
خالد: محصلش.. أنا جيت هنا عشان أقول لندى حاجة كانت لازم تعرفها.
المحقق: اللي هي؟
خالد: مش هقدر أقول
المحقق: يعني إيه يا حبيبي مش هتقدر تقول، إحنا بنلعب هنا؟ إنت واحد متهم في جريمة قتل!
خالد: أمجد مكانش بيحبها، أمجد اتجوزها عشان يزود ثروته، وخصوصا بعد ما ندى أبوها مات، وورثت كل أملاكه، ساعتها بقى يزن عليها يسرعوا الجوازة أكتر..
المحقق: ما تقولي بقا إن أمجد بين قوسين جوز الضحية هو اللي قتلها.
خالد: معرفش.. كل اللي أعرفه إني كنت جاي أنقذها من الجوازة دي، أنا عارف إني جيت متأخر، بس...
المحقق: اتفضل منديل..
__________________
التحقيق مع سناء
**
المحقق: إيه يا ست سناء اللي جابك من غير دعوة؟
سناء: كنت عايزة أشوف ندى وهي عروسة، دي كانت أمنية حياتي..
المحقق: ايه اللي حصل بينك وبينها؟
سناء: أنا اللي ربيتها على إيدي، وكبرتها، بس من يوم ما دخل أمجد حياتها وهي بقت تتغير من ناحيتي.
المحقق: وايه اللي هيخلي واحد زي أمجد حسين يحط لا مؤاخذة ست زيك في دماغه يعني!
سناء: أنا مكسوفة أتكلم..
المحقق: اتكلمي يا ست سناء، أي كلمة هتقوليها مهمة، يا تبقى ليكي، يا عليكي..
سناء: أصل أنا... يوه.. أنا شفته مع واحدة كده، أستغفر الله العظيم.. شفته مع واحدة في حالة ما تسرش
المحقق: واحدة؟ ودي تبقى مين؟
سناء: واحدة من اللي كانوا بييجوا لست ندى، هي كانت بتحب تعمل تجمع لاصحابها، وأمجد كان دايما ييجي ويتحجج عشان يقعد معاهم.
المحقق: ايوة يعني اسمها ايه؟
سناء: أنا بأنسى يا بني بس كان اسمها سلمى، سارة حاجة كده
المحقق: سلوى؟
سناء: أيوة.. أيوة سلوى.
______________________
التحقيق مع سلوى

سلوى: دخلت مع وفاء، أنا مكنتش معزومة، بس أول ما عرفت إن كل الدعوات وصلت، وإني مش معمول حسابي، اتفقت مع وفاء إني هروح معاها..
المحقق: تفتكري مين اللي عمل كده يا سلوى؟
سلوى: معرفش.. وأقسملك مش أنا. كل الناس كانت غريبة، خالد، ومحمود حتى الأبواب كانت مقفولة وما عرفتش أخرج.

المحقق: وانتي كنتي عاوزة تخرجي ليه؟
سلوى: اتخنقت من جو الفرح، وكنت همشي.
المحقق: وفاء صاحبتك قالت إنك كنتي مبسوطة بالمشادة اللي حصلت بين العروسين... وكل اللي حققنا معاهم قالوا إن أمجد كان في حياته واحدة تانية، والواحدة دي إنتي.

سلوى: ....
أيوة، مش هنكر، أنا جيت عشان أبوظلهم الفرح، جيت عشان يعرف إني مش هسيبه بسهولة.

المحقق: ياااه.. ده انتي شايله منهم بقى، قتلتي العروسة ليه؟
سلوى: مقتلتهاش.. أنا مجيتش هنا عشان أأذي حد، أنا جاية أفوقها من الوهم اللي هي فيه، جاية أطربقها فوق دماغ أمجد.

المحقق: وأهي اطربقت، وقتلتي عروسته
سلوى: أنا حامل. حامل من أمجد.
____________________
التحقيق مع محمود
____

محمود: اسمي كان على ليستة المدعوين، لكني بعد ما وصلت اكتشفت اني مجبتش الدعوة، أو وقعت مني.. وعشان كده وقفوني شوية قبل ما أدخل.

المحقق: الشهود قالوا إن حالتك كانت غريبة في الفرح، ايه سبب التوتر ده؟
محمود: كل حاجة كانت فيها عك، حضرتك عارف المسئولية اللي عليا عشان أطلع فرح زي ده بشكل كويس.. أنا كنت متوتر عشان فيه حاجات طلعت بشكل مش كويس، وفي الاخر ده ممكن يضر سمعتي

المحقق: اممم زي فقرة القتل مثلا؟

محمود: أنا ماليش علاقة بالموضوع ده. كل اللي كان يهمني هو الفرح والديكور

المحقق: ليه اتخانقت مع الضحية قبل الفرح ؟

محمود: كانت خناقة عادية
المحقق: أنا بسأل ليه
محمود: ندى صاحبتي قبل.. أقصد كانت صاحبتي .. لكننا كنا مضغوطين ووارد اننا نتخانق، قبل الفرح ب 10 دقايق ندى بعتت حد من اصحابنا يجيبني كانت منهارة وبتعيط، ساعتها بس عرفت أدخل، ورحتلها، حاولت أهديها لكنها طلبت مني طلب غريب.

المحقق: قالتلك إيه؟
محمود: طلبت مني إني أقفل القاعة، وفي وقت ما.. أخلي النور يطفي.
المحقق: يعني بتعترف إنك إنت المسئول عن اللي حصل في القاعة؟
محمود: لأ.. أنا بقولك اللي هي طلبته مني، لكن أنا ما وافقتهاش.. ندى كانت عايزة تهرب!


قبل الفرح بنصف ساعة..

ندى: أنا حاسة إن قلبي مقبوض يا أمجد، مش عارفة فيه ايه.
أمجد: ما تقلقيش يا حبيبتي، كل حاجة هتمشي زي ما احنا عايزين وفرحنا هيبقى أحلى فرح اتعمل فيكي يا مصر والكل هيحكوا عنه.
ندى: أمجد إنت بتحبني بجد؟

يقاطعهم دخول خالد

خالد: أنا آسف، مكنتش أعرف إن..
أمجد: مكنتش تعرف إن جوز الهانم معاها؟ حاجة غريبة فعلا!
ندى: أمجد!! حاسب على كلامك
أمجد: أنا برده اللي أحاسب على كلامي! وبعدين بيعمل إيه ده هنا؟ ومين إداله الحق إنه يحضر فرحي!
ندى: أنا.. أنا اللي عزمته، هو ما ينفعش نبقى متحضرين أكتر من كده!

بص أمجد لندى بحسرة، ومن غير ما ينطق ولا كلمة سابها وخرج، وهو خارج خبط في كتف خالد بالقصد..

خالد: أنا آسف إني دخلت فجأة، بس أنا بعتّ وفاء من فترة وقالت إنك لوحدك..

ندى: ولا يهمك يا خالد، بس ده مش وقته، أنا متوترة بما فيه الكفاية أرجوك مش عاوزة أسمع أي حاجة من اللي هتقولها.

خالد: قصدك مش عاوزة تواجهي الحقيقة، إنتي عارفة إني هقولك أمجد ما ينفعكيش، وكل مرة تقوليلي ليه ومعرفش أقولك عيب واحد تصدقيه في الباشا ابن العيلة الغنية.. بس أنا النهاردة عندي الدليل إنه بس هيتجوزك عشان يستغل ثروتك، ندى أمجد ما بيحبكــيـ ...

قاطعته ندى، وقالتله إن قرارها في الجواز من أمجد نهائي، وما رضتش تسمع كلمة زيادة منه.. خرج خالد وهو محبط وعينه مدمعه، وقالها: يا خسارة يا ندى، إنتي مصرة تندمي.. 

ندى كانت بالفعل ندمانة، ومع خروج خالد كانت واحدة من المساعدين ليها من خدمة الفندق داخلة، ساعتها طلبت ندى منها تنادي لمحمود...
في لحظة زي دي ندى كانت هتبوح بأكبر أسرار الليلة الغريبة، مش لمحمود مخطط ومصمم الفرح، لكن لمحمود أعقل واحد في دايرتها، وأكتر واحد ممكن تثق فيه في اللحظة دي!
_______

قبل الفرح بـ 10 دقائق.

محمود: إيه يا ستي اللبش ده! ما رضوش يدخلوني غير بواسطة من العروسة نفسها، وبعدين فين أمجد؟ وسايبك لوحدك ليه؟
ندى: محمود أنا عايزة أهرب.
محمود: فيه إيه! تهربي منين مالك؟
ندى: اقعد
راحت ندى ناحية الباب وقفلته..

محمود: إيه الجو ده!
ندى: قبل 10 أيام فتحت موبايل أمجد بالصدفة، كان موبايلي فاصل وحابة أكلم الأتيليه عشان الفستان.. في نفس الوقت وصلت رسالة لأمجد ومقدرتش أمنع نفسي إني أفتحها خصوصاً إنه كان بيحضر الغدا ومش فاضي..

سكتت ندى لثواني تستجمع أفكارها.. واستنتج محمود الكلام هيوصل لفين
قرب بأسى منها وبصلها وقال: بيخونك؟ 

ندى: بيخوني.. لكن مش ده المهم، أمجد بعد وفاة بابا مضاني على وثيقة تأمين على حياتي. مكنتش شايفة ليها لازمة لكنه أصر عليا، قالي إن دي هتكون حاجة لولادنا بعد كده، خصوصاً إنه هو كمان عمل وثيقة تأمين على حياته.. والمبلغ كان كبير..
الرسالة اللي وصلت كانت من نفس الشخص اللي جالي البيت وأمجد معايا، عرف نفسه على إنه موظف في شركة تأمين معروفة، التعامل بينه وبين أمجد كان رسمي جداً قدامي.. لكن الرسايل كانت بتقول إنهم اصحاب، اصحاب من زمان جدا، وإن فيه طرف تالت معاهم..

محمود: اممم.. مين ده؟
ندى: فتحت واحد من التسجيلات القديمة بينهم كان بيتفق مع أمجد إني مش هقدر أحس بأي حاجة بيعملوها وإن الورق هيكون مظبوط.. لكنهم مجابوش اسم شريكهم.. أنا ما مضيتش على وثيقة تأمين، أنا مضيت على وثيقة بيع كل أملاكي لصالح شركة حمايا.. أبو أمجد!

محمود: وواو! إنتي إزاي ما طربقتيش عليه الدنيا، إنتي إزاي ما كلمتنيش وقتها، إنتي.. إنتي جاية دلوقتي بتقوليلي ليه، ليه ما بلغتيش البوليس..

ندى: محمود.. أنا بثق فيك، كل اللي محتاجاه منك حاجة بسيطة، مفيش وقت قدامي.. أمجد هيقتلني، أنا عارفة.. لكنه مستني الوقت يعدي بعد فرحنا..
أنا فكرت أعمل كل حاجة قلتها لكن مالقيتش حل.. غير إني أهرب.. النهاردة

محمود: اللي بتقوليه ده جنان، إنتي إزاي موافقة تكملي معاه بعد كل ده!!

ندى: عاوزاه ياخد جزاؤه.. كل اللي عاوزاه منك هو إنك تقفل كل مخارج المكان.. أنا ظبطت كل حاجة

محمود: ظبطتي إيه!
ندى: خطة هروبي..
محمود: لا لا لا إنتي أكيد إتجننتي..
ندى: دي كل حاجة تثبت كلامي، وكل التسجيلات اللي كانت ما بين أمجد وصاحبه..
ودي...

مسك أيمن أخر ورقة، وكانت على وشه الدهشة..
كملت ندى: متهيألي إن الورقة دي بتثبت شريكهم التالت! 

___________

المحقق: ايه اللغبطة دي!
محمود: حضرتك أنا قلت كل اللي حصل، أنا رفضت كل اللي هي طلبته مني لإنه كان جنان! لكني قررت أساعدها بالعقل والمنطق، وحاولت أفهمها إنها تسيب أمجد وهساعدها ترجع حقها بالقانون..

المحقق: والورقة اللي اديتهالك، كان فيها إيه؟
محمود: عقد جواز..
المحقق: أيوة وايه الغريب في عقد جوازهم يعني!!
محمود: كان عقد جواز عرفي، أمجد الزوج، وسلوى عبد الفتاح الزوجة.
المحقق: اممم..  إيه اللي يخلي واحدة زي ندى تلعب لعبة زي دي، وتختار يوم زي ده بالذات عشان تكشف فيه كل ورقها!؟
محمود: ندى كانت قواها العقلية والنفسية بعد موت والدها مش كويسة، وده كان سبب خناقة بينها وبين أمجد هتنتهي بالانفصال، لكن بعد كده كلنا اتفاجئنا بإنهم هيتجوزوا وقدموا معاد الفرح!
حتى بعد ما أمجد اكتشفت إنه مزور ورق وعقود بيع، هي اتخيلت انه هيقتلها مع ان ده احتمال بعيد!
المحقق: هاها.. نكتة حلوة.. القتل احتمال بعيد.. أومال إحنا هنا بنعمل إيه؟
محمود: أنا آسف، بس ندى زي ما قلتلك مكانتش مظبوطة، وبتتكلم بجنون عن هروب وخطط ومؤامرات
المحقق: وطبعا خطة ندى ما نجحتش!
محمود: للأسف، كل الناس شافونا واحنا بنتخانق وكنت خارج من أوضتها، كنت متوتر طول الفرح، كل حاجة كانت زفت، كنت بأدعي في سري تغير رأيها وتبطل الجنان ده، لكن بعد ما حصل اللي حصل والنور طفى، عرفت إن ندى بتنفذ خطتها.


المحقق: لكنها اتقتلت ومالحقتش تهرب زي ما كانت بتقول إنها مخططة..
المحقق: وفين المستندات اللي ادتهالك؟
محمود: معرفش، أنا سبتهم وخرجت.. في نفس الأوضة
المحقق: يعني الدليل الوحيد على صحة كلامك هو حاجة مش موجودة، يا أستاذ الأوضة اللي كانت فيها العروسة حصل فيها الحريق اللي اتسبب في الدخان وقطع الكهربا، يعني مفيش دليل حي!
محمود: فيه.. أمجد بنفسه

___________

أمجد: أنا وهي كنا متضايقين عشان بنت..
المحقق: الأستاذة سلوى، مراتك التانية؟ كمل يا أمجد يا حبيبي..
أمجد: أنا .. أنا كنت هقولها.. بعد ما خالد دخل، كنت منغاظ ورحت أوضتي.. ساعتها دخلت سلوى وفضلت تتحايل عليا أمشي معاها، باستني.. وفي نفس اللحظة سمعنا صوت عالي بره، لكن مخرجناش..
المحقق: وطبعا ندى دخلت وشافتكم
أمجد: أيوة، ورغم غضبها إلا إنها ما انفعلتش زي ما كنت متوقع.. كنت عارف إنها مش هتبوظ ليلة فرحنا بأي شكل.
المحقق: تفسر بإيه وجود عقد بيع لكامل أملاك المرحومة مراتك ليك
أمجد: ندى كانت مهووسة بالتجميل والميك أب لكن مكانش لها في الشغل، ومضت العقود وقالتلي إنها حابة تفتح شركة تنافس في الأسواق العالمية وإنها حابة تبدأ شغلها الجديد مع بداية جوازنا.
المحقق: ما شاء الله، كنت سعيد معاها؟
أمجد: مش فاهم السؤال، بس أكيد، أنا بحب ندى.. أقصد كنت بحبها..
المحقق: طب وسلوى؟ حرمك المصون أم ابنك!
 أمجد: أنا.. أنا غلطت زي أي إنسان.. وكنت ناوي أقولها قبل ما يحصل بيننا أي حاجة.. أنا مكتبتش عقد الجواز غير بعد ما عرفت إن سلوى حامل.
المحقق: لأ شهم.. بس أول مرة أشوف واحد شهم بيقتل مراته يوم فرحها.
أمجد: محصلش! أنا إيه مصلحتي..

المحقق: فيه رواية تانية لأ ليك مصلحة.. ومصلحة تساوي كل الثروة اللي كانت لندى.. لكن فيه حلقة مفقودة..
أمجد: مش فاهم!
المحقق: فرضاً إن روايتك هي الصح، ليه وندى عارفة إنك متجوز واحدة تانية وافقت تكمل معاك!؟
أمجد: ندى كانت .. كانت عارفة!!!؟
___________________

عروسة اتقتلت قبل ما تنجح خطتها في الهروب من موت محتمل بعد أيام..
روايات مختلفة، ومفيش دليل يثبت خطأ رواية أمجد، أو يثبت رواية محمود.. لكن خالد.. خالد وهدومه المتبهدلة، ورغبته في الخروج كان سببه إيه؟

قبل الفرح بيوم،
ندى: لازم تفتعل خناقة معاه.. لازم يضربك قدام كل الناس..
خالد: إنتي متأكدة من اللي بتعمليه؟
ندى: متأكدة، ومتأكدة إنك هتساعدني.. خالد، إنت الوحيد اللي بثق فيه!
هستناك وأقابلك بعد ما النور يقطع، لكن لازم قبلها تكون خرجت..
____________
المحقق: اللهم طولّك يا روح!
وفاء: أمجد ، أمجد ممكن يعمل أي حاجة عشان الفلوس..
سلوى: أنا ماليش ذنب، ومعرفش أي حاجة عن أي ورق! أنا واحدة حامل وكل اللي كنت بعمله إني بحاول أرجع أبو ابني ليا.. كل اللي عملته إني غظت ندى وكنت قريبة من أمجد يوم الفرح، لكن والله ما قتلتها..
أمجد: كل المعازيم كان معاهم شوك وسكاكين! أنا معرفش.. معرفش!
خالد: كنت عارف إن أمجد واقف بيسمعنا، وعشان كده حاولت أقول كلام يستفزه، لكن محصلش.. خرجت واستنيت الوقت المناسب عشان أخرج.. حاولت الخروج لكن كل الأبواب كانت مقفولة، وساعتها اتخانقت مع واحد من الاصطاف بتوع الخدمة، وهددته بسكينة كانت قدامي.. بس.. والله ما قتلتها.. أنا كنت مستنيها عشان نهرب سوا !
محمود: أنا ندمان إني ما ساعدتهاش، يمكن لو ساعدتها كان زمانها فضلت عايشة..!  
المحقق: اتفضل مناديل يا أستاذ محمود
محمود: متشكر، معايا..
سناء: أمجد اللي خلاها تدبل، وتتغير.. هو السبب.. هو السبب..
بعد ظهور نتائج المعمل الجنائي..
سكينة بوفيه من غير بصمات، لكنها مسابتناش في حيرة كاملة
مساعد المحقق: كنت متوقع، روايته خيالية، الشاهد عليها الضحية نفسها وورق مش وجود من الأساس..
المحقق: كده اللي حصل إن ندى كانت عاوزة تهرب وطلبت من خالد يستناها ومن غير ما تفهمه تفاصيل، وبعد ما شافت ندى سلوى مع أمجد اتجننت، وهددتهم إنها هتفضحهم وكشفت كل ورقها قبل ميعاده..
 ساعتها اتدخل محمود، وحاول يمتص الموقف، وساعتها ندى ضعفت للمرة التانية وحكتله عن التزوير، وعن خطتها للهروب..
لكن محمود، اتصرف بسرعة، واستغل الموقف عشان الكل يسمع خناقته مع ندى، لإنه عارف إن خالد هيهرب معاها..  

مساعد المحقق: أنا مش فاهم طب وليه اعترف وقال الحقيقة لما سألناه؟
المحقق: أفضل طريقة عشان تبعد بيها الشبهة عن نفسك مش إنك تخفي الحقيقة أو تزورها.. لكن إنك تخليها ناقصة.. وده اللي محمود عمله.. قال جزء من الحقيقة، لإنه متأكد وعامل حسابه إن مفيش دليل، حتى أمجد معندوش دليل على محمود! لكن الذكاء إنه يوهمنا إن سلوى هي الطرف التالت.. وهي أكتر حد هيستفيد من قتل ندى..
__________
امضوا على أقوالكم..
سناء  ، وفاء ، أمجد ، محمود ، خالد ، سلوى

المحقق: لفت نظري إنك مضيت بالشمال يا أستاذ محمود!
محمود (بتردد): أيوة!..
المحقق/ عظيم.. أحب أبلغكم إن نتيجة المعمل الجنائي ظهرت.. الحريق في الأوضة الخلفية للقاعة كان بفعل فاعل، وبعد التحقيقات عرفنا إن قفل الأبواب كان الفندق عنده بلاغ بيه كطقس من طقوس الفرح وبرضا المعازيم! أما عن أهم جزء.. سلاح الجريمة وكيفية تنفيذها، فطبعاً مكانش فيه بصمات على السكينة..  والشئ الغريب إن بعد حصر المناديل القماش اللي تم توزيعها على كل الحضور بلا استثناء، كان فيه منديل ناقص، المنديل اللي استخدمه أستاذ محمود عشان يمسح دموعه بعد تأثره.. وبعد ما عرضت عليه مناديل فرفض، وخرج بالغلط منديل الفندق الحريري من جيبه!
واللي لو مش غلطان هو نفسه اللي استخدمه عشان يمسح بصماته!

محمود: محصلش!! أنا مقتلتهاش..
المحقق: أنا لسه مخلصتش.. إنت منظم الفرح، وصاحب العريس والعروسة، يعني الشخص المتحكم في كل حاجة ممكن تحصل في الفرح، زي قفل الأبواب مثلا عشان العروسة ما تهربش.

ده غير إنك بتكتب بالشمال، والتقرير الجنائي بيوضح حدوث طعنة بإستخدام اليد اليسرى..
دلوقتي بقا، نقدر ناخد أقوال شريكك.. العريس الملكوم.. ولا إنت إيه رأيك يا أستاذ أمجد ؟

 تأليف: أسماء عبد الناصر 







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر