لعبة شطرنج


إيه أكتر مكان آمن، ممكن تستخبى فيه بعد ارتكابك لجريمة قتل؟ مهما فكرت، ومهما كانت الإجابة اللي هتخطر على بالك، عمرك ما هتتوقع اللي حصل..
أنا لما فكرت، لقيت إن المكان الأنسب، هو السجن.
واحد صاحبي كنت متعود ألعب معاه شطرنج، كانت طريقته غريبة شوية، كان بيتحرك حركات متوقعة جدا، وبعدها حركة تانية، مكنتش بلحق أحللها.. وكان بيكسب كل مرة.. كان بيدي لخصمه اللي هو عايزه، وبيتحرك قدام عينيه، بس لما كان بييجي يشرحلي اللي عمله، كله مجرد خديعة، فخ بينصبهولي، عشان عقلي يبدأ ينشغل في توقع الحركة الجاية، اللي بالمناسبة بيعملها.. بالمللي.. ولما أنشغل بالتوقع، أنسى أبص على الصورة الكبيرة، واللي بيحصل فعلا من ورا اللي أنا فاكره بيحصل..
في الليلة دي.. أنا قررت ألعب لعبة شطرنج، ألعبها بأسلوب صاحبي.. وأخلي كل الناس تتوقع تصرفاتي.. عشان محدش يعرف إيه اللي بيحصل فعلا..
****
إسمي دلوقتي وفي البلد دي بقاله 5 سنين، محمود عبد الله.. شغال في شركة كبيرة جدا، تقريبا أكبر شركة مساهمة خاصة في مصر.. مرتبي كويس ومعيشني عيشة مرتاحة جدا.. أو كان كده..
عمري ما عملت حساب ليوم هاجي فيه وأبقى مش لاقي آكل حرفيا.. مش لاقي لا عربية، ولا بيت، ولا مرتب ثابت.. ولا حتى البنت اللي حبتها، وكنت ناوي أتجوزها..
أحد المساهمين في الشركة، طلبني وبلغني إنهم قرروا يستغنوا عني!
وليه يدفعوا كل الفلوس دي ليا، لما ممكن يجيبوا حد جديد، ويقبض أقل.. ويغيروا دم الشركة.. كنت بسمعه، سمعت كل كلمة، والدم بيغلي في عروقي..
فكرت في حالي بعد ما أخرج من الشركة بالطريقة دي.. وفي صعوبة وجود أي منافس ممكن يشغلني عنده خصوصا بعد الخسارة اللي الشركة كانت بتواجهها بقالها سنة..
أول ما قالي بنحاول نجدد الدم في الشركة، ما حستش بنفسي..
ما فقتش غير والشركة كلها ملمومة، وهو كان بين إيديا وأنا بخنقه.. كنت بهدده بعلوّ صوتي: أنا اللي هأشرب من دمك..!
ما قدرتش أتمالك أعصابي... بصعوبة بعدوني عنه.. كلهم كانوا بيبصولي بخوف ورعب.... وهو كان بيحاول ياخد نفسه من تاني.. بعد ما كان خلاص هيموت في إيدي..
خرجت يومها بسرعة، وركبت عربيتي.. ورجعت البيت.. جاتلي زيارة.. مها البنت اللي بحبها، وكانت جايبة معاها صاحبتها، وزميلتنا في الشغل نادين..
نادين: عامل إيه دلوقتي؟
محمود: الحمد لله يا نادين.. أنا آسف.. مها..
مها: مش مصدقة اللي إنت عملته!
محمود: يعني كنت عاوزاني أسكتله، وهو بيدمرلي مستقبلي!!
نادين: كان فيه مليون حل تاني غير اللي انت عملته ده..
مها: ثواني هرد على التليفون..
نادين: إنت وشك مخطوف! ..
محمود: أنا كويس..
نادين: أرجوك لو فيه حاجة قلي..
محمود: بس عشان مها متاخدش بالها..
نادين: إنت بترتعش كده ليه؟؟ لازم نوديك لدكتور!! أرجوك هنحلها، ما تضايقش نفسك..
مها: ..
محمود: خير يا مها، مالك!؟
مها: مات ..
نادين: هو مين ده؟
مها: أنور مات ..
نادين: إنتي بتقولي إيه..
قمت، وفتحت التلفزيون.. خبر موته، واختفاء جثته كان موجود في كل القنوات..
ساعتها نادين بصتلي.. عرفت تقصد إيه..
محمود: أرجوكم تخرجوا..
مها بصتلي وقالتلي: إنت عملت إيه؟
محمود: إنتي إتجننتي؟!!
نادين: محمود! .. أرجوك صارحنا لو فيه حاجة قلنا..
محمود: إنتوا اتجننتوا رسمي!!
مها: كل الناس سمعوك.. سمعوك وانت بتهدده.. يادي المصيبة.. إنت لازم تهرب..
نادين: يهرب!! .. إنت .. إنت قتلته!
محمود: إنتوا اتجننتوا ولا جرى في عقلكوا حاجة!! أنا قاعد هنا من ساعة ما خرجت من الشغل وما اتحركتش.. أقتل إيه!! .. إنتوا مجانين!!
***
بصوا لبعض، ومكانوش مصدقيني.. كل واحدة أخدت شنطتها، وجرت على الباب.. لو اتأخروا 5 دقايق.. احتمال يبقى مشتبه فيهم زيي.. أو يمكن كمان شركائي في الجريمة..
دخلت الأوضة، أخدت كل الهدوم اللي كنت لابسها، وحرقتها.. وبعدين طفيت النار..
هدوم أنور اللي عليها دمه، حطتها في أكياس زبالة، واتحركت بيها بعيد عن البيت.. مكانش فيه وقت عشان أفضل في البيت أكتر من كده..
زي ما توقعت.. نادين بلغت عني.. ما قدرتش تتجاهل حالتي لما كانت عندي، شكت فيا..
وكل اللي كانوا في الشركة، كانوا بيتكلموا عن حاجة واحدة.. إني قتلت أنور..
دلوقتي أنا مُطارد.. مُشتبه فيه.. بس ده مكانش كفاية..
محتاج وقت أطول.. محتاج اللعبة تطول..
محتاج حد تاني، يبدأ يدخل معانا فيها..
مها..
***
مها سكرتيرة زياد، إبن عم أنور وشريكه.. أول ما جيت الشركة، كانت هي البنت الوحيدة اللي شدتني، وكنت بأتحجج بأي حاجة عشان أروح لأي مكان هي موجودة فيه..
عمرها ما عرفت إني كنت عارف..
عارف علاقتها بأنور.. مش بس كده.. أنا كان معايا اللي يثبت علاقتهم ببعض..
مها كانت بنت مغرورة، وعاوزة تاخد كل حاجة في الدنيا.. كان الحلم الوردي واكل دماغها.. الحلم اللي فيه السكرتيرة، بتتجوز مديرها، وبتبقى فيه السيدة الأولى.. بينتشلها من حياتها، ومن الفئة B وتبقى A+ .. كانت مادية.. بس كانت جميلة..
ضحكتها كانت مخدر مثالي بالنسبة ليا، عشان حياتي تهون.. محدش بيختار هيحب مين.. وليه! .. بس هي اختارتني.. أنور كان بتاع ستات.. وهي كانت بتحلم وتحلم إنها تكون الوحيدة اللي في حياته.. ولما اكتشفت خيانته، كل أحلامها اتدمرت.. وحبت تنتقم منه..
وانتقامها كان عبارة عن ارتباطها بالشخص الوحيد اللي مديها اهتمام، رغم علاقتها بأنور.. أنا ..
جاتلي وقالتلي إنها عاوزانا نرتبط.. أنا كنت عارف أبعاد الموضوع كويس.. ووافقت..
للحظة شكيت انها تكون اتغيرت وشايفاني فعلا.. للحظة شكيت إنها تكون حبتني، واتخلت عن الماضي..
بس ده محصلش.. رسالة اتبعتتلي عن طريق الغلط.. كانت مفروض تتبعتله هو..
رحت، وشفتهم.. وصورتهم..
هي نفس الصور اللي المعمل الجنائي هيلاقيها في مكان الجريمة.. مع شوية رسايل على الموبايل.. تخلي فيه منافسة على لقب المتهم الأول.. بين حبيبتي.. وبيني ..
****
في الأيام التالية (في مكتب التحقيقات)
ظ/ آنسة مها كنتي موجودة فين الساعة 7 مساءا يوم حدوث الجريمة؟
م / كنت في البيت، مستنية نادين صاحبتي تعدي عليا عشان كنت عاوزة أروح لمحمود..
ظ/ وقبل البيت؟
م/ أنا خرجت من الشركة الساعة 5 بالظبط، ووصلت البيت الساعة 6 إلا ربع..
ظ/ عندك شهود يثبتوا خط سيرك؟
م / زمايلي في الشركة.. وجيراني شافوني وأنا داخلة البيت، وما خرجتش غير لما نادين جاتلي..
ظ/ اممم .. أومال تفسريلنا بإيه الصور دي..
م/ ... انتوا.. انتوا جبتوا الصور دي منين.. !!!!؟
ظ/ الصور دي كانت موجودة في مكان حدوث الجريمة في ظرف أبيض.. والظرف كان عليه بصمات القتيل..
م/ أنا معرفش .. معرفش حاجة!! .. أنا أنا كنت على علاقة بيه، بس أقسملك العلاقة دي انتهت من فترة طويلة، أنا كنت هتخطب الشهر الجاي لزميلي في الشغل..
ظ/ والعلاقة اللي انتهت من فترة طويلة دي.. بتستدعي وجود رسالة مبعوتة من موبايلك في نفس يوم وقوع الجريمة.. الساعة 3 ونص العصر، ومضمونها إنك هتقابليه بالليل، وقلقانة عليه بعد اللي حصل!.؟
م/ أنا مبعتش حاجة!! .. والله ما بعتله أي حاجة، أروحله فين! .. أنا ما رحتش.. ما شوفتوش..
ظ/ إيه اللي حصل في اليوم ده في الشركة، وفي الوقت ده كنتي بتعملي إيه!؟
م/ حصلت خناقة بين زميل ليا، وبين أنور.. وأنا كنت واقفة زي بقية زمايلي بنشوف اللي بيحصل وبنحاول نفهم ايه اللي بيحصل!
ظ/ تحجز المتهمة 4 أيام، مع استمرار التحقيق..
***
(في مكتب التحقيقات)
ظ/ كنت فين يا محمود يوم الحادثة، الساعة 7 بالليل؟
م/ كنت محجوز في القسم..
ظ/ نعم؟
م/ خبطت واحد بعربيتي، واتخانقنا، وهو صمم يطلب البوليس، البوليس جه، مكانش معايا بطاقة، ولا رخصة، ولا محفظتي كلها.. وساعتها قبضوا عليا، وحجزوني في القسم.. لحد ما يجيلي ضامن..
ظ/ !!! .. يعني إيه! .. طب وتهديدك لأنور اللي كل اللي في الشركة شهدوا بيه!
م/ حصل.. أنا فقدت أعصابي، واتخانقت معاه، وساعتها قلت كلام مكانش مفروض أقوله.. من عصبيتي، ولما زمايلي والأمن كانوا بيحوشوني تقريبا محفظتي وقعت، وما أخدتش بالي.. خرجت بسرعة من الشغل.. وسقت وأنا متعصب.. وأنا سايق غصب عني خبطت في واحد بالغلط.. صمم يعمل محضر، ورحت القسم.. وفضلت فيه لحد الساعة 7 ونص، خرجت ورحت البيت، وبعدها مها ونادين زمايلي زاروني.. وعرفت وقتها إن أنور مات.. ده كل اللي حصل..
ظ/ إطلب يابني صورة من محضر حادثة العربية، ويخلي سبيل المتهم، على أن يتم التحري، والتحقيق في الواقعة..
****
اللعب كان مُسلي.. بس لازم وإنت بتلعب، تاخد بالك من التوقيت.. التوقيت أهم حاجة..
وده كان الوقت اللي لازم تبدأ فيه بشرح اللعبة، لإنك خلاص.. بتكسب.. ولازم تقنع خصمك.. إن اللعبة انتهت..
***
في مكتب التحقيقات..
محسن - صلاح بيه، فيه معلومات مهمة جاتلنا عن القضية
صلاح - ما تنطق لازم أقولك يعني!.
محسن - لازم تشوف بنفسك..
يشغل فيديو على تاب..
صلاح/ .. !! مش ده المرحوم القتيل بردو!؟ ولا أنا بيتهيألي ولا إيه!؟
محسن / هو يا فندم! .. الفيديو ده اتبعت الصبح لإبن عمه زياد.. وهو اللي سلمهولنا..
صلاح/ يا ولاد الكلب..
***
- تم اخلاء سبيل المتهمين في القضية رقم 658 لعام 2018.. بعد التحقق من عدم صحتها، وعدم وقوع جريمة قتل من الأساس..
***
مها: محمود.. أرجوك صدقني، أنا معملتش أي حاجة.. ولا بقيت بشوفه.. أرجوك ما تسبنيش..
محمود: مش قادر.. مش قادر يا مها.. أنا هسافر.. هسافر من البلد كلها، مش هقدر أفضل في نفس المكان اللي خسرت فيه كل حاجة! .. أه بالمناسبة، أنا بيعت البيت والعربية عشان أسدد الديون اللي عليا.. فمبقاش فيه حاجة تصبرك، وتخليكي تدعي حبك ليا.. أنا معاييش حاجة أقدمهالك..
مها: محمود إنت لو سبتني أنا هبقى انتهيت..
محمود: إنتي منتهية من زمان.. من زمان جدا..
***
على متن الطائرة..
يجلس محمود بجوار نادين.. في طريقهم إلى رحلة طويلة، وعدة محطات مختلفة..
نادين: ليه قررت تسافر دلوقتي؟
محمود: مبقاش ينفع أفضل في نفس المكان أكتر من كده، ساعات سرعة تحركك بتربك الخصم، مش بتخليه يشوف انتي عملتي إيه، بس الوقت.. الوقت هو سلاحك، وهو برده سلاح الخصم.. لو مقدرتيش تحددي الوقت المناسب، اللعبة هتتقلب ضدك.. كان لازم أختفي دلوقتي.. عشان بعد ما ياخدوا وقتهم.. ويعرفوا اللي حصل ده حصل ازاي.. وجودي في نفس المكان هيعرضني للخطر..
نادين: أنا متشكرة ليك.. إنت رجعتلي كل حاجة كنت خايفة تضيع مني..
محمود: وإنتي ساعدتيني.. إبقي وصليله سلامي.. وقوليله ميرسي على الكادو اللي بعتهولي..
****
صلاح: أنا لازم أفهم..
محسن: يا باشا خلاص.. هنفهم إيه أكتر من إننا أنضحك علينا، وكل الإعلام والدنيا دلوقتي بتضحك علينا!!
صلاح: أنا هجيبه، هجيبه حتى لو في أخر الدنيا..
محسن: يا باشا حتى في دي طلع عامل حسابه، راح يستخبى في بلد مفيش بيننا وبينهم اتفاقية تسليم مجرمين..
صلاح: مسيره يخرج منها، وهجيبه..
محسن: يا باشا اللي زي ده، عارف هو بيعمل ايه، وعمره ما هيخاطر بحاجة زي دي.. هو اختار لنفسه سجن.. بس سجن أوسع شوية.. وهيعرف يتصرف فيه بالفلوس اللي سرقها من البنوك على حس الشركة اللي كانت بتقع..
صلاح: أنور الكلب.. أنور..
محسن: فيه إيه يا باشا!؟
صلاح: المحضر.. المحضر بتاع حادثة العربية، هاتهولي حالا!
****
كان نفسي أفضل، وأشوف وش كل واحد فيهم، وهو بيكتشف اللي حصل.. أحلى حاجة في اللعبة، وفي الفوز، هو وش خصمك، وإنت بتشرحله عملتها إزاي!
أنا هقولكم عملتها إزاي!
اسمي في البلد دي، بقاله خمس سنين محمود عبد الله.. واسمي في البلد اللي رايحلها هيبقى آندرو ماير.. هلعب لعبة تانية.. لزبون تاني..
أنور إستدعاني مخصوص عشان أخلصه من الوضع اللي وقع فيه.. مكانش فاهم كل حاجة بقوله عليها في الأول.. بس بمرور الوقت بدأ يفهم..
أنور كان بيخسر.. وكان عليه مديونيات شخصية.. وكان ممنوع من السفر خارج البلد..
انضميت للشركة كموظف عادي.. طلبت منه أعرف كل معلومة عن حياته، وكل تفصيلة حتى لو كان شايف إنها مش مهمة..
ومن هنا عرفت مها، مكنتش هقدر أعمل كل حاجة لوحدي.. طلبت منه إني محتاج حد يساعدني، عشان الخطة تنجح.. واقترح إن نادين هتكون هي الحد ده.. رفضت لإن مهمتنا ممكن تتعرض للخطر، لكن بعد ما اعترفلي ان ده كان سر تاني مخبيه عني.. نادين مراته، وأكتر حد بيثق فيه.. كان متجوزها في السر..
وكانت مهمتها الوحيدة إنها تدخل مها في القضية بأي شكل.. بعد الخناقة اللي حصلت في الشركة وفي زحمتها.. نادين طلبت تليفون مها تعمل منه مكالمة عشان تليفونها فصل..
أخدت موبايل مها، وبعتت منه الرسالة المطلوبة لأنور..
رسالة بتقوله إن فيه صور بتهددهم، وحد بيبتزها، وإنها لازم تقابله النهاردة.. وقلقانة عليه بعد اللي حصل! بعتت الرسالة ومسحتها، زي ما كانت بتبعت طول الفترة اللي فاتت..
مش كل حاجة بتمشي حسب الخطة.. مكانش في الخطة إني أحبها فعلا..
ولما اترددت وقلت لأنور إني مش هقدر أكمل.. مش هقدر أزيف موته، وأخلي مها تلبس القضية، ويمكن تاخد فيها إعدام.. حتى لو مفيش جثة..
ساعتها هددني بإنه يفضح شخصيتي الحقيقية.. مكملتش بسبب تهديده.. أنا كملت عشان حسيت بالضعف.. لأول مرة أحب.. لأول مرة أضعف.. والخطة تبوظ مني.. عملت حركة واحدة مش محسوبة، كانت ممكن تبوظلي اللعبة كلها واخسر..
بس كملت.. لقيت حل لهروب أنور بالفلوس، وسفره في بلد مفيش بينها وبين مصر اتفاقية تسليم مجرمين.. ووافق على الحل ده.. كان لازم بعد ما يسافر يظهر إنه عايش.. عشان مها تطلع براءة، وكمان أقدر أتحرك بحرية أكتر..
أكتر جزء حبيته، إني كنت بسخر من الخصم..
بعد ما سبت الشركة اتعمدت أوقع محفظتي في الشركة، وخرجت وسقت العربية، وخبطت بالقصد في واحد، وبجحت فيه، وكنت هضربه، عشان ما يسبنيش..
في نفس الوقت، أنور كان بيرجع بيته، بيظبط كل حاجة زي ما قلتله.. بيسيب آثار دم وخناقة في كل مكان.. وبيحط الصور ويسيب تليفونه مفتوح على رسالة مها..
اتحجزت في القسم، واتصلت بيه على تليفون تاني، محدش يعرفه غيري.. وقلتله ييجي يضمنني.. حصل.. وجه بعربيتي اللي كانت متسابة في مكان الحادثة.. ومضى على المحضر.. ورجعت بيه وبالعربية البيت.. واستنيت أنا وهو نادين ومعاها مها، ييجوا البيت ويزوروني..
كان أنور مستخبي جوه في أوضتي.. كان أنسب مكان ممكن يفضل فيه، عشان يخرج بعد كده، ويهرب بسلام.. في الوقت اللي بيتحقق فيه معايا أنا ومها..
حرقت جزء من هدومي عشان لو حصل تفتيش، أكسب وقت، وينشغل المعمل الجنائي بتحليل الوضع، اللي مالهوش أي لازمة.. وده يدي أنور وقت زيادة عشان يلعب حركته..
خرجت من البيت، ومعايا هدوم أنور اللي كان بيظبط بيها مسرح الجريمة..
رميتها بعيد عن البيت، وأنو خرج بعد فترة، لحد ما اتأكدت الصبح انه بقى بعيد تماما عن البلد..
وصل لحسابي مبلغ مش بطال، من الملايين اللي لهفها من البنوك باسم شركاءه والشركة.. كانت مهمة ناجحة..
بس.. كنت أتمنى أخرج منها سليم، من غير ما أسيب جزء من عقلي، وتفكيري معاها..
مش أخر مرة هعمل عملية زي دي.. بس أكيد هتكون أخر مرة أغلط فيها غلطة زي دي.. أخر مرة هحب.
****
*النهاية*
تأليف: أسماء عبد الناصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر