المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

لم الشمل مع الأموات - Reunion with the dead

صورة
 إيه أكتر حاجة بتخاف منها لما النور يقطع، أو الضلمة تحاوطك من كل إتجاه؟ بتخاف حد يلمسك؟ بتخاف تسمع صوت أنفاس تقيلة جنب ودانك؟ بتخاف تشوف طيف أبيض بيلف حواليك؟ ولا بتخاف علشان بتكتشف إن كل حاجة حواليك هي مجرد نتاج للتكنولوجيا، حتى أبوك، وأمك! اللي حصل إن لما النور قطع، كل حياتي اختفت، واكتشفت وافتكرت، إن كل ده كان وهم.. وإن أنا دلوقتي فقت. في عالم التكنولوجيا قدرت فيه تعمل كل حاجة كانت مستحيلة قبل كده، اكتشفت بالصدفة إن أبويا وأمي ماتوا. لكني وبسبب تعرضي لصدمة عصبية وانهيار نتيجة موتهم المؤلم، استمريت في حالة الإنكار لمدة طويلة، والمصحة اللي كانت مسئولة عن علاجي قرروا يقدموا ليا في مشروع تجريبي سري، مشروع “ عودة المفقودين ” .. المرضى النفسيين هم أفضل فران تجارب كانت المؤسسة تقدر تحصل عليهم. بالأدوية ممكن تتحكم فيهم زي ما يكونوا كلاب مطيعة للتدريب. وده اللي حصل معايا. بعد شهور وأنا تعبان من فقدان أبويا وأمي الحقيقيين، المصحة قالتلي إن فيه زيارة مميزة جدا، لدرجة إن استعدادي ليها تطلب أسبوع كامل من الانضباط في مواعيد الدوا، والأكل وجلسات التأمل. خرجت وأنا في أحسن صورة لي

نوم عميق - أسماء عبد الناصر

صورة
بعد الحادثة اللي عملتها من سنة حياتي إتغيرت، كإنها شريط وبيتعاد، هتعمل إيه لو مكاني؟ لو إكتشفت إن حياتك مش حقيقية؟ إنها حرفياً زي أسطوانة بتلف، وبترجع تقف عند نفس المكان!؟ كان عندي وقت الحادثة 24 سنة، وكان بقالي 6 شهور في شغلي، مستحملاه بس عشان مزاياه كويس، مرتب كويس، تأمين، برستيج.. لكن لو هتسألني شكل الحياة اللي كنت عاوزاها فهقولك أتمنى لو كان عندي الإختيار أكون حُرة.. أروح أي مكان، في أي وقت، من غير ما أعمل حساب لحاجة.. قررت فعلاً أستقيل، لكني قابلت في نفس اليوم حب حياتي.. كان منقول جديد من فرع تاني لفرع الشركة معانا، كان لطيف أوي معايا، وكان بيبصلي زي الطفل ما بيبص للألعاب النارية في السما.. كملت سنة في الشغل بسبب وجوده فيه.. ووقتها طلب مني الجواز، ووافقت.. جهزنا شقتنا زي ما بنحلم بيها، خططنا هنروح فين فيي شهر العسل، اتكلمنا عن مستقبلنا في الشغل، وإزاي عاوزين نغير حياتنا سوا.. كان الشريك المثالي، لكن الجانب السئ كان هو حظنا. كنا مضغوطين، ومطبقين في الشغل، وإتخانقنا مع بعض، وقررت أمشي وأسيبه، كان خلاص يوم جمعة وأجازة.. لكنه أصر يوصلني.. الطريق للبيت كان طويل، وهو ك

عُمر ونعناع الأرنوب

صورة
..عُمر ولدٌ جميل، ولكنه لا يسمع كلام ماما، وبابا، يقولون له: "يا عمر نظّف غرفتك" فيقول عمر: "حاضر" ولكنه يذهب ويلتهي باللعب.   يقولون له: "يا عمر إغسل يديك" فيخبرهم: "لقد غسلتهما البارحة" ، وإن أخبروه أن يُنجز واجباته، يخبرهم أن لديه متسع من الوقت، " سأنجزه في الصباح يا أمي قبل أن أذهب إلى المدرسة"   وكثيراً ما قالوا له ألا يرمي ألعابه، فيتعثر بها، وألا يهمل أشياءه فتضيع، ولكن عمر لا يبالي جلس الأب والأم يتناقشان، ماذا يفعلان لهذا الولد الشقيّ، فقررا أن يعاقباه   أخذا كل ألعابه ولم يتركا له سوى أرنوبه الصغير الذي يسميه عُمر   "نعناع"   ، ولم يقوما بمساعدته فى البحث عن أشيائه التى تضيع بسبب إهماله، عاد عمر يسأل أمه: "ماما . هل رأيتِ ألوانى؟ فأخبرته ماما: "لا أعرف، إبحث عنها بنفسك" مرة أخرى ذهب عمر ليسأل: "بابا، هل رأيت طائرتي الورقية؟   فأجاب الأب: لا أدري حبيبي إبحث عنها لتجدها.   جلس عمر غاضباً، يُحدث نفسه   "لماذا لا يبحثان لي عن أشيائي؟"   وفجأة سمع من يقول

إشارات مميتة - Signals

صورة
كانت كل حاجة تمام، كلنا قاعدين على السفرة، أنا وبابا، وأخويا، ماما كانت بتجيب أخر طبق عشان تحطه ونبدأ أكل، كان ورايا بلكونة، وماما جاية من المطبخ قصادي، بتبصلي، رفعت عينيها كإنها بتبص على حاجة تانية ورايا، نظرات عينيها اختلفت، اتملت برعب، الطبق اللي كان في إيدها وقع على الأرض، بصتلنا، وكنا مستغربين، مكانتش سامعانا، مشيت ناحية الباب كأنها منومة! قمنا وراها، لقيناها بتنزل بابا لحقها، خرجت وفتحت بوابة البيت، وقفت في نص الطريق اللي كان جاي فيه عربية بسرعة رهيبة! أخر حاجة فاكراها، نظرة عينيها كانت باصالي، وبتضحك.. وغمضت في أخر لحظة، لحظة الاصطدام.. أنا وأبويا، وأخويا، مفهمناش اللي حصل، ما عرفناش ليه؟ مرينا بأزمة كبيرة بعد موتها، السفرة اللي كنا بنتجمع عليها كل يوم، مبقاش حد بيقربلها. مبقيناش نتكلم سوا.. مش عارفين حتى أخبار بعض، غير لو بابا هو اللي جمعنا وسأل.. عدت شهور مخرجتش فيها من البيت، رغم إنه بقى أسوأ مكان في العالم ممكن يفكرني بأبشع حاجة حصلت في حياتي.. بس مكنتش قادرة أخرج الشارع، وأعدي الطريق، كنت دايماً بفتكرها، وبفتكر نظراتها. لكن النهاردة، النهاردة حصلت