فتاة في الخامسة والعشرين، تقابل شابا في التاسعة والعشرين.




- هههه فيه حد في الدنيا يفوّت ميعاد طيارة!؟ طيارة! 

* طب ما حضرتك فوتتيه، ولا إنتي هنا جاية متأخر على تحميل ميكروباص؟ ولا إيه مش فاهمك! 
- ما أسمحلكش تكلمني كده! 
* ولا أنا يا ستي أسمحلك، ابعدي عني الله لا يسيئك، مصريات متخلفات، ونكديات، روحي نكدي على حد تعرفيه، مش على واحد غريب عنك! 
- مصريين متخلفين برده، ومتسلطين، وعينهم زايغة. 
* اللهم طولك ياروح.. 

(للأسف، انتوا الاتنين هتضطروا تستنوا لحد الصبح، لإن مفيش أي طيارة تانية متاحة دلوقتي، إلا لو لبلد تانية، ومن هناك تقدروا تروحوا لوجهتكم..) 

- هوووف! .. سواق تاكسي غبي.. 
* منكم لله.. منكم لله! 

(بيقعد الاتنين في المطار الفاضي نسبيا، خوفا من انهم يضيعوا كمان الطيارة اللي بعد 5 ساعات) 

* بقولك إيه يا إسمك إيه! 
- اللهم طولك يا روح! أفندم! 
* ممكن شاحن؟ موبايلي فصل، واكتشفت اني نسيت الشاحن، مش معايا..
- مفيش مشكلة.. خد.
* شكرا يا ستي.. 
* على فكرة.. 
- ايه تاني!! 
* شكلك لطيف وانتي مكشرة، ومضايقة جدا.. 
(بتضحك) 
*وألطف وانتي بتضحكي سبحان الله. 

- مش بقول كل المصريين عينيهم زا.. 
* خلاص.. أنا آسف. 

(هو زعل، ولا ايه.. طب ما يزعل ولا يتفلق هو كان من بقية أهلي؟!) .. 

* شكرا على الشاحن. 
- خليه.. 
* لا خلاص شحن كويس شكرا.. 
- انت حر.. 
* هو انتي على طول كده؟ 
- وانت مالك!؟ 
* تمام.. 

- هووف! .. بقولك ايه والنبي انا اصلا مش في مود كويس، ومضيعة طيارتي وزهقانة.. 
* تمام 
- قصدي ما تضايقش من اسلوبي
* ده قصدك؟ وأنا اللي فكررتك بتدبشي في وشي لا سمح الله؟ 
- أنت لا تدري أي معركة تدور بداخلي، فأصبحت بهذا الشكل.. 
* ده بوست لسه قارياه على فيسبوك؟ 
- ههههه أه والله، حلو؟ 
* هههه .. حلو أه.. طيب بقول إيه.. ما تيجي كده بما اننا احنا الاتنين مضيعين طيارتنا، ومضطرين نستنى هنا، نتعرف على بعض، زي أي فيلم هندي في الدنيا.. 
- وبعدين؟ أنا على فكرة مرتبطة.
* وهو أنا بقولك نتجوز؟ .. انا كمان مرتبط.. بس بقول نضيع وقت، بدل ما نحط بوزنا في الموبايل، واحنا مش طايقين بعض! وبعدين دي شغلتي أصلا، ومن أول ما شفتك حاسس إني بفشل فيها، ودي الحاجة الوحيدة اللي بعرف أعملها بصراحة! فعيب يعني. 
- استنى استنى بتشتغل ايه؟ 
* أيوة كده.. شكلها ابتدت تندع ههههه.. خلاص خلاص، أنا يا ستي مدرب تواصل.. 
- تشرفنا، شغال في شركة اتصالات؟ 
* اممم.. هبسطها.. فيه ناس بيكون عندهم سواء مشاكل نفسية أو عقلية، أو حتى عضوية، فبيكون من الصعب عليهم إنهم يتواصلوا مع المحيطين بيهم، ومع العالم حواليهم.. فأنا مدرب معتمد، بساعد أسر كتير، وناس كتير إنهم يتواصلوا.. يكون فيه صلة أو طريقة مناسبة انهم يندمجوا مع اللي حواليهم، بطريقة صحيحة، فما يحسوش بغربة، أو غرابة.. 
- حلو أوي.. 
* تحبي تشوفي؟ 
- أه جدا.. 

(بيفتح اللابتوب بتاعه، بيفتح ملف فيه فيديوهات، وهو بيتعامل مع أطفال ذوي احتياجات، واهلهم.. وشباب وهو بيحاضرهم. وصور رحلاته..) 

- إنت عملت كل ده.. ؟ 
* أه.. 
- حقيقي برافو عليك جدا، أنا كان نفسي أعمل حاجة زي دي.. 
* إزاي؟ 
- يعني، أقدر أتعامل مع الناس بالسهولة اللي انت بتتعامل بيها معاهم، أقدر أساعدهم، وأكون طيبة معاهم، وهم كمان يكونوا باللطف ده معايا.. 
* وإيه اللي مانعك... عمرك ما هتوصلي لده لحد ما تجربيه.. 
- قلتلك أنا بشتغل إيه؟
* لأ.. 
- كابتن ألعاب قوى.. 
* واضح.. 
- نعم؟ 
* هههه.. ما أقصدش حاجة، بس واضح إنك قوية يعني.. ممكن أسألك ليه ده بالذات؟ 
- يعني.. 
* أقولك أنا طيب؟ 
- خمن، مع إني متأكدة إنك مش هتعرف ليه! 
* طيب، نجرب.. إنتي بنت مش واثقة في الناس.. أكيد ده بسبب تجارب سابقة مكانتش ناجحة في التواصل معاهم.. فاخترتي طريقة تحمي بيها نفسك من أيا كان اللي مريتي بيه، سواء ألم نفسي، أو غيره.. بس كانت طريقتك هو إنك تحسي إنك أقوى.. 
أقوى جسديا، أقوى عقليا، بالمناسبة حبيت إنك بتقري.. شفت الكتاب اللي في شنطتك.. 
اممم.. وكمان في تواصلك مع أي غريب بقيتي بتدافعي عن نفسك بالهجوم، يعني زي ما حصل من شوية.. ممكن ما تكونش دي حقيقتك، ولا ده كلامك، ولا ده شكلك.. بس درع إنتي بتحطيه بينك وبين الناس عشان يمنع عنك الأذى.. 

(لحظات صمت طويلة.. ونظرات صامتة طويلة) 

(بتصقف... ثم بتضحك بصوت عالي..) 

- هاهاهاهاهها.. nice try 
انت طلعت مدرب الكوميونيكيشن اللي جواك عليا.. أحب أقولك، وأحبطك إن ولا حاجة من دي صح.. 

(بتقوم تقف) 

* رايحة فين؟
- هأروح الحمام، إيه! دي طبيعة بشرية عادي!! 
* ماشي.. 

(بتمشي وبتتغير ملامح وشها، بتقفل الباب وراها، وبتبص في المراية، إزاي حد شافها وهي مستخبية... مستخبية جواها!) 

( بيراقبها وهي بتبعد) 
* إهربي.. إهربي.. 

*** 

(بترجع، بتبتسم له، وتقعد على مسافة كرسيين بعيد عنه) 

قبل ما يبدأ كلام، بتحط الموبايل على ودانها، وبتقوم، وبعدين تروح بعيد، وتقف تتكلم في الموبايل، ورايحة جاية، وهي ماسكاه..) 

* اممم.. الظاهر إنك أصعب مما تخيلت! بس تمام.. 

بتوتر كانت بتتحرك رايحة جاية، مفيش حد بتكلمه على الموبايل، بس مش عاوزة تخليه يفتح معاها أي مواضيع تانية، ومش قادرة تكون وقحة معاه مرة تانية.. بتبص عليه، انشغل في حاجة في اللابتوب بتاعه.. بترجع تاني وتقعد على مسافة منه، بتحط الهيدفون على ودنها، وتشغل أغاني صوتها عالي.. عالي جدا.. أعلى من صوت أفكارها اللي بتهاجمها في اللحظة دي.. 

هو بيراهن نفسه إنها هتستسلم، وتتكلم، بس الوقت بيعدي.. ويمكن ما يشوفهاش مرة تانية.. ويبقى فشل لأول مرة يساعد حالة زيها.. بس.. لسه الرهان شغال.. وتقريبا هيكسبه! 

...

بعد ما يأس منها، قرر إنه ما يبقاش مُتطفل، واستسلم بعد أكتر من ساعة إن مفيش فايدة.. ساعات بتخسر الرهان! 
حط في ودنه سماعات اللابتوب، وبدأ يتفرج على حاجة تعدي الوقت.. 
لحد ما حس ان فيه حد بيخبط على كتفه.. 

كان مندمج لدرجة إنه نسى وجودها حتى.. 
بس لما بص، شال السماعات من ودنه، واتخض من شكلها وهي بتعيط! 

قام بسرعة، وحاول يهديها، خرج من شنطته علبة مناديل، وإداهالها، مكانش متخيل إنه هو السبب في ده.. وإنه بكلامه ممكن يكون فتح أبواب قديمة جواها.. أبواب هي تعبت عشان ما تفتحهاش تاني!! 

بعد ما هديت، كان هو بيراقب ملامحها، اللي اتغيرت تماما.. مش قالوا العين شباك على الروح؟ 
نظرة عينيها كانت مختلفة، أول ما شفتها كنت شايف واحدة قوية.. مش بيهمها أي حاجة. دلوقتي أنا شايف طفلة بتعيط، ومش عارف ليه! ... 

* أبويا.. 
(هزيت راسي، وقررت ما أنطقش بكلمة واحدة وأسمعها بس..) 

* أبويا مات وأنا لسه 12 سنة، مكنتش مدركة حقيقي اللي أنا خسرته، كنت عارفة إنه هيوحشني، وإن غيابه هيأثر فيا، وفي حياتي بشكل ما، بس مكنتش مدركة إن موته هيبهدلني بالطريقة دي! ... 
كنت وحيدة، لإن أمي بعد ما خلفتني اضطرت انها تشيل رحمها لأسباب مرضية.. 
أبويا كان سايبلنا بيت كبير، وأراضي وفلوس، بس أعمامي، اخواته! .. قرروا إن مش من حقنا إننا نورثه! 
ما دام مخلفش راجل.. يبقى مفيش حد يورثه غير اخواته!! 

وطردوني أنا وأمي!! 
أمي اضطرت تتجوز.. اتجوزت واحد مطلق وعنده طفلين هو اللي بيربيهم.. 
كنت بشكل ما وبسذاجة طفلة عندها 13 سنة شايفة ان الحياة بقت أحسن! على الأقل دلوقتي بقى عندي اخوات! 
بس جوز أمي كان بيفرق بينا في المعاملة، مكانش قادر يحبني.. مكانش أب تاني زي ما كنت فاكرة! 
بعد 3 سنين، كان بيحاول يجوزني!! عشان تعب من مصاريفي!! 
رغم إني.. كنت أصغر من ولاده الاتنين.. 
ساعتها أمي وافقت! .. ساعتها أدركت إن أبويا مات.. لما مالقيتش حد في ضهري، وإن ضهري للهوا!! 
مشيت من البيت.. اضطريت ما أكملش تعليمي.. 
هصرف منين!؟ 
رحت لاعمامي وكان لسه فيه شوية سذاجة فاضلين جوايا! 
واستخدمتهم.. قلتلهم على اللي حصل، وساعتها احتضنوني، وقالولي احنا لا يمكن نرمي لحمنا!! 
بعد 10 أيام عمي قالي إنتي هتتجوزي ابني الكبير المتجوز الأسبوع الجاي.. 
كل الستات كانت بتزغرط.. 
وكل الناس كانت مبسوطة.. وأنا كنت بحس للمرة التانية إن أبويا مات.. 
سيبت بيت عمي.. ومشيت.. 
معرفتش أروح فين! رحت المدرسة اللي كنت فيها.. 
كنت بنط السور، وأنام، وقبل ما أي حد يكون موجود، بختفي.. باكل البسكوت اللي بيوزعوه عليهم في المدرسة، وبنام على الأرض.. لحد ما في مرة اكتشفوا ان فيه حد بيبقى موجود، بعد ما الكل بيمشي.. 

- عرفوا ازاي؟ 
* كنت بخاف من الضلمة.. وبخاف إني لوحدي.. كنت بأقيد كل النور اللي في المدرسة عشان أعرف أنام.. 

ساعتها كانوا هيبلغوا البوليس، أو أي مؤسسة.. بس مدرستي اللي اتعرفت عليا.. طلبت انها اللي تحل الموضوع.. 

ساعتها توقعت إن الدنيا هتوجهلي ضربة جديدة، بس الحقيقة إن مدرستي عملت معايا اللي أمي.. للأسف معملتهوش...

أخدتني البيت عندها، وقررت هي وجوزها بعد نقاش طويل إنهم يساعدوني لحد ما أقدر أعتمد على نفسي! 

كنت حاسة إن جوزها هيكون زي أي راجل تاني قابلته بعد موت بابا.. زي جوز أمي.. زي أعمامي.. بس الحقيقة إنه كان أب حقيقي ليا.. 

ساعتها توقعت إن الدنيا هتوجهلي ضربة جديدة، بس الحقيقة إن مدرستي عملت معايا اللي أمي.. للأسف معملتهوش...كانوا بالقوة هياخدوني ويجبروني على اي حاجة هم عاوزينها.. 

وساعتها ماما رجاء، مُدرستي.. ما استسلمتش.. بقت تجيبلي كتب كتير، وتساعدني. 
قلتلها أنا مش عاوزة أبقى ضعيفة.. قالتلي القوة الحقيقية في العقل.. 

بس أنا.. كنت عاوزة أحس إني قوية لدرجة إن مفيش حد ممكن يجبرني على حاجة أو يأذيني بعد كده! 

بابا لاحظ إني كنت بحب أتفرج على ماتشات كاراتيه في التلفزيون، كنت ساعات بقلدها.. 
قصيت شعري.. زي الولاد.. 
وساعتها الاتنين اتخضوا.. 
كنت خايفة من رد فعلهم، بس قعدوا معايا واتناقشنا.. الحقيقة انهم قالولي اني شكلي حلو جدا برده! 
مش هنسى اللحظة دي.. قمت حضنتهم.. وكنت حاسة لأول مرة إن الحياة عوضتني فعلا.. بعد ما أخدت مني أغلى حاجة! 

بعدها بأسبوع بابا دخل علينا أنا وماما رجاء.. 
كان معاه بدلة كاراتيه.. واشتراك! 
حققلي حلمي!
انضميت لصفوف تعليم الكبار.. 
كسبت بطولات كتير.. وكنت مبسوطة.. كان فيه خبر حلو أوي .. بابا وماما رجاء.. كانوا مستنيين بيبي.. 

طول عمرهم كانوا عايشين مع بعض، وعارفين ان مفيش موانع، بس مفيش نصيب.. 
بس بعد العمر ده كله، ربنا رزقهم بمالك.. أخويا الصغير.. 

قالولي إني وش السعد عليهم! .. لأول مرة كان فيه حد فرحان بوجودي فعلا!! 
هقولك على احساس غريب حسيته!!؟ 

في مرة كنت بلعب ماتش.. 
وكنت متوترة.. عيني جات فجأة على الجمهور.. أمي كانت موجودة! 
ساعتها فقدت تركيزي، وتلقيت ضربة، خسرتني الجولة كلها.. 
ساعتها بصيت على وش ماما رجاء.. 
وعلى وش أمي! 
ماما رجاء كانت قالقانة عليا! 
أمي كانت حزينة، وندمانة! 

بعد الماتش اختفت، ودي كانت أخر مرة أشوفها فيها! 
النادي عينني.. وسافرت، وعيشت لوحدي، واشتغلت، واتمرمطت شوية حلوين.. 
وأخويا كبر.. وبقيت قوية.. 
محدش يقدر يجبرني على حاجة! 
لما قلتلي اللي انت قلته من شوية! ... أول مرة من فترة طويلة أفتكر كل اللي حصل! 
أنا يمكن نسيته، بس.. انا اكتشفت انه لسه مأثر فيا.. 

انت السبب.. انت اللي خليتني أقول كل ده، وأطلع حاجات كان مفروض إنها... 

**** 
حطيت إيدي على بقها عشان تسكت.. 
لأنها أدركت دلوقتي إنها حكتلي عن نفسها، وعن لحظات هي كانت حاسة فيها بالضعف.. وده اللي هي بتحاول تخبيه طول الوقت.. 
كنت عارف انها هتبدأ تاني تهجم عليا بالكلام، عشان تحمي نفسها.. من أي حكم ممكن أقوله.. 

- أنا آسف جدا اني كلمتك بقلة ذوق.. 
(ابتدت تسكت، شيلت ايدي) 

- أنا مش متخيل إزاي حد يمر بكل ده.. إنتي قوية.. حقيقي أنا مقدر جدا دلوقتي، وقادر اتخيل اللي حسيتي بيه.. 
أنا بحترمك.. عشان قبلتي المساعدة من ناس في وقت مكنتيش فيه قادرة تثقي في حد.. 
وبحترمك عشان ما استسلمتيش.. 
وبحترمك جدا عشان بقيتي أحسن من المتوقع منك.. 

* بجد؟ 

- أكيد.. كان فيه مليون طريقة تانية، تردي بيها على العالم اللي أذاكي.. 
كان ممكن تتجهي للجريمة مثلا، ما تضحكيش.. بتكلم بجد! 
كان ممكن تكوني شخص مؤذي لغيره، وتحاولي تردي كل ضربة وكل صدمة في حياتك لشخص أضعف منك.. كان ممكن تركزي كل الغضب اللي جواكي في اتجاه سئ.. 
بس إنتي كنتي محظوظة لإنك لقيتي ناس على عكس كل اللي قابلتيهم كانوا كويسين معاكي.. وبرده إنتي ليكي الدور الأعظم في إنك تختاري الطريق الصح! 
إنتي ذكية.. وعرفتي إنك مفروض تحمي نفسك، وتعالجي مشكلة هي الحقيقة مكانتش مشكلة بالمرة، بس هي كانت نقطة ضعف في شكل حياتك..
اخترتي الشكل ده بالذات.. قصة الشعر دي.. اللبس ده بالذات.. عشان تحسي إنك قوية.. وتدي انطباع للناس بده.. ممكن تكوني فكرتي إنك لما تكوني شبه الولاد، محدش ساعتها هيفكر إنك ضعيفة! لإنك بنت.. محدش هيفكر يجبرك على حاجة، زي ما كان جوز أمك، وأعمامك بيعملوا! 
من نوع الكتاب اللي بتقريه، ممكن أقول إنك حبيتي تسدي الفجوة اللي بين توقعاتك عن الناس، وبين حقيقتهم، وعشان كده اخترتي النوع ده بالذات، عشان تعرفي الأخر بيفكر في إيه! 
حتى كاريرك.. عمره ما هيخلي حد في الدنيا، يقدر يقّل معاكي..! 

* احم.. تمام.. أعترف إنك شاطر في شغلك.. 

-  .. 

* طيب إيه، بعد ما حللتني وحكيتلك مشكلتي، مش هتكتبلي علاج، أو حل!!؟ 

- إنتي مش محتاجة علاج، لإنك مش عيانة.. ومش محتاجة حل لحاجة، لإن مفيش مشكلة حقيقية.. إنتي قوية فعلا، ومش قصدي انك ممكن تضربيني لو عاكستك مثلا، بس انتي روحك قوية.. فما تخافيش تبقي نفسك.. لإن محدش هيأذيكي.. 

وصدقيني.. صدقيني لو حصل حاجة عكس ده، إنتي هتقدري تستحمليها.. 
مفيش داعي إنك تخبي نفسك أكتر من كده، الطفلة الخايفة، اللي كانت لوحدها.. كانت مجرد مرحلة وانتهت.. دلوقتي وقت البنت، الجميلة، اللي بتدي الحياة والناس فرصة تانية.. إيه أسوأ حاجة ممكن تحصل؟ ..

* إننا نفوّت الطيارة للمرة التانية!!! .. فاضل 3 دقايق بس!! 

(بيجروا.. من غير ما يكملوا كلامهم، بيضحكوا، بيوصلوا في اللحظات الأخيرة.. بيركبوا في درجتين مختلفتين.. بيقولها على المكان اللي هيكون فيه.. ويسيبلها ورقة برقم تليفونه) 

طول الرحلة بتفكر في كلامه! .. بتبص لشكلها في كاميرا الموبايل.. 
، بتغمض عينيها، وبتستمتع برحلة هادية.. 

بعد 14 يوم... 

واقف مستني على الطريق، ووراه احتفال كبير، وناس كتير.. 
بيبص في الساعة.. 

هي لابسة فستان، لأول مرة من زمان، مبتسمة، وبتقرب منه.. 

- اتأخرت عليك؟ 
* أنا آسف، حضرتك تعرفيني!؟ 

(بتكشر، وبتقرر تمشي...) 
بيمسك ايديها.. 

* اتأخرتي جدا... 
- ... 
* على فكرة شكلك حلو في الفستان.. 
- فيه ناس كتير أوي.. متقلقيش.. زي ما اتفقنا كل حاجة هتبقى كويسة.. 
عارفة أنا ما صدقتش نفسي انك ممكن تتصلي عليا تاني، أو أشوفك مرة تانية.. أنا حقيقي مبسوط إنك موجودة دلوقتي.. 

* وأنا كمان.. 
- اممم .. فيه شباب كتير هنا حلوين، بس مش أحلى مني طبعا.. إنتي مش كنتي قلتيلي انك مرتبطة؟ 
* همشي.. 
- هههههه.. خلاص خلاص.. طيب ايه هي مثلا مواصفات فتي أحلامك... يعني يبقى عامل إزاي مثلا، فأول ما تشوفيه تقولي هو ده لقيته!.؟ 

(بتضحك.. وفي بالها.. أنا فعلا لقيته!) 

- خلاص.. هغير الموضوع.. حلو أوي الفستان ده على فكرة.... 

_النهاية_ 

....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر