مانيكان



أنا مش حقيقية. ببقى عايشة بس 6 ساعات في اليوم، من 10 سنين كان عندي 15 سنة، كنا بنهّد البيت القديم بتاعنا، دخلت المغربية نمت، وصحيت على صوت عمي وهو بينادي لأبويا.. يا عوض لقينا آثار.. لقينا آثار... وهم بيحفروا عشان يعملوا أساس للبيت الجديد، قبل ما العمال تيجي الصبح، عمي وأبويا لقوا تابوت تحت البيت.. كان صغير جدا، طول الدراع... كان التابوت مصنوع من كريستال مقوى، أول ما الشمس طلعت عليه كان بيلمع لدرجة توجع العين..

أمي خافت، قالت لأبويا يسلمه للحكومة، وهم يتصرفوا، لكن أبويا وعمي طمعوا.. قالوا دي فرصة وجات لحد عندهم.. وياريتهم سمعوا كلامها..
فتح أبويا التابوت، وعمي كان واقف جنبه، أمي كانت حابساني في الأوضة في دار عمي لكني كنت شايفاهم من الشباك..
شفتهم وهم بيفتحوه، وشفت اللي خرج منه،عمي وأبويا طبوا ساكتين في مكانهم. ماتوا..
وساعتها عرفت الوزارة بالموضوع لما الناس في المنطقة خافوا يقربوا من عمي وأبويا والتابوت..

أمي كانت حامل وبعد موت أبويا وعمي الطلق زاد عليها، أمي ماتت وهي بتولد أخويا.. وأخويا بعدها ب 7 ساعات مات.

افتكروا إني فقدت النطق عشان اتصدمت بعد موت عيلتي كلها. لكنهم ما يعرفوش اللي شفته في اليوم ده، اللي خرج من التابوت، ووقف قصاد عيني من ورا الشباك.

كنت فاكرة إنها روح شريرة، ورغم الرعب اللي عشته وقتها إلا إن الرعب الحقيقي حصلي لما كملت 20 سنة.

سموني الخرسا.. كلهم كانوا بيتريقوا عليا.. كنت بسمع كل حاجة بتتقال وتتحكي عن بيت عوض.. أبويا.

كل واحد كان بيألف حكاية، اللي قال دي لعنة ولبست البيت، واللي قال ده وبا وكان مدفون ولما فتحوه هب في وشهم وقضى عليهم.

لكن محدش كان عارف اللي حصلي سببه إيه، ومحدش كان متوقع اللي هيحصلي أول ما أكمل 20 سنة.

الموضوع بدأ بحمى شديدة صابتني، ساعتها كنت حاسة بكل حاجة بتدور حواليا، شايفة كل حاجة في أوضة المستشفى اللي أنا فيها.. كل حاجة حتى جسمي الراقد على السرير.

كنت سامعة نفسي وأنا بنطق كلام مش مفهوم.. وبعدها وقف جهاز القلب.. مُتّ

الممرضة غطت وشي، ماليش أهل، شالوني ودوني للتلاجة.. كنت بترجاهم يسيبوني وبترجاهم يسمعوني.. بس أنا الخرسا.. هيسمعوني إزاي؟
هيسمعوني إزاي أصلا وأنا ميتة؟

دخلوا جسمي التلاجة. حسيت بالبرودة بتاكل جسمي. بدأت في صوابعي ومنها لبقية جسمي.. شفايفي كانت زرقا.. أنا ليه لسه هنا؟
لو أنا مت أنا ليه هنا؟ ليه شايفة ده؟ وليه حاسة بالألم والبرد؟
خرجوني.. خرجوني!!

عدى الليل وأنا زي حتة التلج، جتة في مشرحة!
لكن ساعة شروق الشمس حصلت حاجة غريبة، حسيت بالدفا، حركت صوابعي، حسيت بألم يشبه الكهربا وهي ماشية في جسمي.. حسيت بالنور، مش أي نور.. نور التابوت وقت ما الشمس طلعت عليه..

شفتها مرة تانية.. واقفة فوقي.. عينها في عيني، أنا راقدة جوه الدرج وهي إنعكاسي في الهوا.. حسيتها بتدخل جوايا، بقت أنا.. بقينا واحد!

وساعتها خدت أول نفس، فتحت باب التلاجة، أنا لسه عايشة.. رجلي مشالتنيش في البداية، لكني قمت تاني.. فتحت الباب ومشيت..

قضيت اليوم كله وأنا ماشية في الشارع، أنا خرسا، وكمان مجنونة.. أشرحلهم إزاي اللي بيحصلي؟ كل ما كنت بحاول أكلم حد كان بيهرب مني.. المغرب جه، جعانة، وتعبانة، وماليش مكان أروحه..
مكنتش عارفة إن اللي حصل هيتكرر تاني.. مكنتش عارفة إن اللعنة كانت مستنياني لما أكبر.. لما أبقى قدها بالظبط.. عشان تقلب حياتي..

بعد ما الشمس غابت، وقعت على الأرض، زي لوح التلج تمام.. حسيت بنفس البرودة أنا مش في جسمي.. أنا شايفاني واقعة على الأرض.. شكلي غريب، وشي شاحب.. لأ.. وشي أبيض، كنت زي العروسة البلاستيك..

واحد لقاني وشالني من على الأرض.. إنت موديني فين!!!
كان صاحب محل ملابس.. كان.. كان مفكرني مانيكان!!

حطني في الفاترينة الإزاز.. زي ما أنا.. قفل الباب، ومشي..

كنت شايفة الناس وهي بتتفرج عليا، وكانوا مستغربين من شكل هدومي القديمة اللي مش لايق مع بقية المعروضات..

دلوقتي فهمت، أنا ملعونة.. يمكن عشان شوفتها.. ومع طلعة الشمس هشوفها تاني، هنبقى واحد..

طلعت الشمس على الفترينة، وعليا.. ودوبت معاها اللعنة ورجعت لطبيعتي.. دلوقتي أنا في مشكلة، فيه حد بيفتح المحل، وهيشوفني، كانت بنت شغالة فيه، التليفون رن، لو توقعي صح، صاحب المحل مش جاي النهاردة.. البنت هتفضل طول اليوم هنا..

مفاتش دقايق وبعدها شافتني، خافت، اتخضت، أنا دلوقتي شكلي عادي، بني آدم معروضة في فاترينة.

مسكت موبايلها واتصلت بيه، سألته عني.. فضلت ساكتة شوية وبعدين قفلت الموبايل، قربت مني.. وسمت الله.. حاولت تشيلني.. ولما اتحركت صرخت وطلعت تجري في الشارع..

استغليت الوقت ده ومشيت.. أكلت، جريت، مشيت في الشارع، بصيت على وشي في المراية.. كنت عارفة إن أول ما الشمس تغيب مش هقدر أعمل كل ده.. عشان كده رجعت.. للمحل.. يمكن القدر وداني هناك لسبب.. ده كان أكتر مكان آمن بالنسبة ليا.. بالنسبة لمانيكان.

دخلت المحل مرة تانية، والبنت مش واخدة بالها، كان فاضل دقايق والشمس تغيب، كانت مرعوبة وكنت عاذراها..
كانت مترددة في البداية تقرب مني.. بشكل ما كان نفسي أتجمد وأتحول لمانيكان قبل ما تصرخ مرة تانية من خوفها مني..

وده حصل..
إتجمدت، ولمست وشي وبعدت بعدها على طول.. لمست وشي مرة تانية.. ولمست إيدي.. حاولت تحركني من مكاني، وكنت خفيفة.. فضلت تلف حواليا شوية وهي مترقبة مني إني أتحرك..
كانت لطيفة.. لحد ما قررت تلبسني هدوم تانية.. عشان تعرضني في الفاترينة.


كان الموضوع محرج، لكن في النهاية دي مكانتش أنا.. دي مجرد مانيكان، جسم متخشب من غير روح..

أنا في الوقت ده ببقى روح تايهة من غير جسد!

فضلت 3 سنين بعمل نفس الحاجات كل يوم، لكن كل يوم كان بينقص دقايق قليلة عن اليوم اللي قبله، المدة اللي كنت ببقى فيها على طبيعتي كانت بتقل..

بخرج أول ما ألاقي فرصة، وأرجع قبل ما أتجمد..
بس هي كشفتني.. كانت عارفة من أول يوم إن فيا حاجة غلط..

في يوم فكرتها مشيت، اتحركت، وخرجت تواجهني..  بقت صاحبتي الوحيدة، رغم إني مكنتش بتكلم كلام تفهمه، لكنها عرفت حكايتي كلها.. حاجة اكتسبتها وقت ما فقدت صوتي وكلامي، كنت بقدر أرسم.

رسمتلها اللي حصل، وهي صدقتني.. صدقتني عشان كانت كل يوم بتحس بحاجة غريبة فيا.. ولما حاولت أعرف منها لو هتحفظ سري، طمنتني.. قالتلي إن محدش هيعرف..
كل حاجة بقت أسهل لما هي عرفت..

بقت تسيبلي أكل عشان وقت ما أرجع، وبقت تسيبلي الطقم اللي مفروض أعرضه عشان ألبسه وقت ما الشمس تغيب، والوقت يحين..

لكنها مكانتش صاحبتي الوحيدة..

هو كمان كان صاحبي.. كل يوم يعدي من قدام المحل، أول مرة شوفته فيها، كنت مانيكان.. متجمدة كليا.. تليفونه رن وهو ماشي.. الشارع كان فاضي تماما وكل المحلات مقفولة.

وقف قصادي بالظبط.. بصلي.. وفضل يتكلم في الموبايل.. لكنه فجأة قفل..
فضل باصصلي.. كإنه شايفني، شايفني فعلا من جوه وعارف إني عايشة.

بدأ  يحرك دماغه يمين وشمال، ولما ملقاش رد فعل مشي..
كنت بستناه كل يوم يعدي.. وهو كان بيبص عليا كل يوم.. مرة كان معاه واحد صاحبه.. قاله شايف دي؟ أنا حاسس إنها..

وسكت.. وبعدها قال أنا حاسس إنها هتليق على خطيبتك، الستايل ده يعني حلو صح؟

كملوا كلامهم ومشيوا، لكنه بص وراه مرة تانية.. بصلي..

كنت بسأل نفسي إيه اللي هيحصل لما الوقت يقل تماما.. ممكن أتجمد لحد ما أختفي من الوجود؟

ممكن في يوم الشمس تطلع وأفضل مجرد مانيكان!

حكيتلها عنه، قالتلي إن الناس خطر عليا، طول ما أنا في وقت التحول كل الناس هتكون خطر عليا..  
كان عندها حق.. لكني كنت بتعلق بيه، وهو كان بيتعلق بالمانيكان، أخر سنتين بقى ييجي كل أسبوع مرة، بيقف قدام الفاترينة، وساعات يقعد قدامي بالظبط.. ويكلمني.

قال إن أول حاجة شدته ليا ملامحي، تكاد تكون حقيقية

حاولت ألاقيه، في الوقت اللي برجع فيه، دورت عليه في كل مكان لكني مقدرتش أوصله، استنيت لحد ما أعرف عنه من حكاياته ليا..

قالي إنه مدرس تاريخ، كان المفروض يبقى حاجة أكبر من كده لكنها ظروف البلد اللي أجبرته يشتغل أي حاجة..

قالي إسمه، وسنه، والمكان اللي بيشتغل فيه..
وأخر مرة قالي إنه مجنون.. خبط على إزاز الفاترينة بقوة لدرجة إنه كان هينكسر.. وقال إنه مش فاهم اللي بيحصله لما بيعدي من المكان ده.. ولما يشوفني.. كان حاسس إنه مسحور.. وده كان حقيقي.

كل حاجة حصلت كانت لازم هتجمعنا.. لإنه الوحيد اللي كان ممكن ينقذني. هي قالتلي كده، قالتلي إن وقتها قرب يخلص.. وإن الـ 6 ساعات دول فرصتي عشان أنقذ نفسي وهي كمان تسيبني.

فات اسبوع ومجاش زي كل مرة، طلبت من صاحبتي تساعدني، لكنها مقدرتش المرادي تفهم كلامي...

الوقت كان بينفد مني زي الرمل اللي بيتسرسب من الساعة الرملية.
هو مكانش بييجي.. مش عارفة اوصله، كلها شهور وهبقى مانيكان للأبد.

خرجت من المحل.. مشيت لحد المدرسة اللي قالي إنه بيشتغل فيها، والمرة دي لقيته.. حاولت أخليهم يسيبوني أقابله، حاولت أشرحلهم.. لكنهم استغربوا كلامي.. ومع تصميمي اعتبروني مجنونة، وخرجوني بالعافية.. مشافنيش..

رجعت.. لكن الوقت كان سرقني، فاضل 5 دقايق وأتحول.. والطريق لسه طويل..

يومها شفت الرعب اللي صاحبتي حذرتني منه، وقعت على الأرض، وزي أي مانيكان قابل للكسر يومها إيدي اتكسرت.. لكني كنت قريبة خطوات من المحل.. من بيتي الوحيد..

إتسكرت ليه؟ يمكن عشان قلبي اتكسر في نفس اليوم؟

بطلت أحاول ألاقيه، كنت قابلة مصيري زي ما هو، ورجعت أعمل نفس اللي كنت بعمله طول السنين اللي فاتت..

يبدو إن الصراع بين المانيكان، والإنسان... خلاص قرب ينتهي، والمانيكان هيكسب!

لكنه جه، جه وأنا على وشك إني أرجع، جه قرب طلوع الشمس ووقف قصادي من تاني.... حكالي عن بجماليون اللي حب تمثال نحته بإيديه.. قالي إنه مجنون زيه عشان حاسس بحاجة ناحية مانيكان!

لكنه مكانش مجنون.. استنى كمان 5 دقايق وأنا هثبتلك إنك مش مجنون..

مشي، والشمس طلعت على وشي... خبطت على الفاترينة عشان يستنى، عشان يشوفني، حاولت أخرج من المحل لكنه كان مقفول.. مكانش فيه أمل

باقي 4 ساعات وأرجع لمانيكان تاني، وهو هيرجع يمشي من نفس الشارع مرة تانية..

رسمتله.. قلتله إن التمثال اللي نحته بجماليون بتدب فيه الحياة.. رسمتها زي ما فهمتها. .

طلبت من صاحبتي إنها تساعدني، وساعتها حطت مراية جانبية في الفاترينة، بتعكس أول ضوء للشمس بيطلع عليا..

شوفته معدي لكن بعيد، من الناحية التانية للطريق.. كان مستحيل يشوفني..
أو هو مكانش عاوز يشوفني..

يئست.. المرة دي فعلا يئست.

ولأول مرة مبقاش مستنية الشمس تطلع تاني.

وقف قدام الفاترينة وقرا الكلام.. لكن تعابير وشه كانت غريبة.. حط إيده زي المجنون على الإزاز بمحازاة وشي.. كإنه فهم!

فتح شنطته بسرعة، خرج منها كتاب غريب، وفضل يفر فيه وبعدها حطه على إزاز الفاترينة كإنه بيوريهولي.. كان فيه نفس شكل الحاجات اللي برسمها.. كنت فاهمة كل اللي مكتوب فيه

كانت قصة بتحكي عن ملكة مصرية أصيبت بالشلل، لكن بالإستعانة بمجموعة من السحرة، كانت بتستخدم أجمل بنات في المدينة القديمة، ويتم تقديمهم قربان عشان يتم شفاء الملكة..

كل ما كانت بنت بتوصل لسن العشرين كان بيتم التضحية بيها في مقابل إن الملكة ترجع تتحرك مرة تانية.
كانت الملكة بتتغذى على شئ ما مختلف كل مرة من كل بنت أوقات كان  الخدم بيطهوا للملكة لسان الفتاة اللي تمت التضحية بيها، وأوقات كانوا بيقدمولها كوب من دمائها، وأوقات كانوا بيستخدموا شعر البنت الضحية عشان يكسوا راس الملكة، ويتعمل منه ضفاير لتطويلها، الخطة كانت بتنجح فعلا ومع كل ضحية جديدة، الملكة بتستعيد جزء من صحتها..
لكن بنت منهم طلبت قبل التضحية بيها إنها تقابل الملكة، مكانوش يعرفوا إنها ساحرة وأمها علمتها طول حياتها عشان اليوم ده.. عشان تنتقم لكل بنات المملكة..

الساحرة قضت على الملكة، ورفاتها اتدفن في تابوت كريستال..


فضل يفر الصفحات، وبعدين خرج قلم وكتبلي على الإزاز.. كتبلي بنفس اللغة.. عن النبوءة اللي بتقول إن الملكة هترجع عشان تنتقم بعد آلاف السنين، من بنت في سن العشرين، البنت دي دمها من دم الساحرة اللي قضت على الملكة..

أنا..

___________

ما استناش لحد ما الشمس تطلع، جاب صخرة كبيرة من الشارع، وكسر الإزاز... خرجني أنا كمان من التابوت الإزاز اللي محطوطة جواه..

مشى بيا لمسافة قليلة وبعدها حطني في عربية، وساق لحد ما راح المدرسة مرة تانية.

كنا في المكتبة، والشمس طلعت، كان مديني ضهره وبيدور على كتاب في قسم المصريات، بصلي ولقاني ببتسمله، اتفزع..

وبعدها ضحكلي..

حاول يقرب مني لكن الرعشة اللي في إيديه كانت واضحة، فتح الكتاب اللي في إيده، ووراني صورتهاا.. صورة جدتي الكبيرة.. الساحرة.

كانت شبهي بالظبط.. قالي ده السبب اللي خلاه يتشدلي أول ما شافني.. وفي البداية كان فاكر إن ده عمل فني لشخص مجهول مهووس زيه بالتاريخ

كنت فاهماه لكني كنت خايفة أتكلم عشان ممكن ما يفهمنيش..

كتبتله.. رسمتله..

وفهمني. قالي إني إكتسبت معرفة باللغة القديمة.. سألته لو هنا أمان، لإن مفيش قدامي وقت طويل لحد ما أتحول
طمني وقالي إن النهاردة أجازة..

وقالي إنه عارف الوسيلة اللي هيقدر بيها يرجعني لحالتي الطبيعية.. بشرية..

لكني مكنتش مصدقة إن ده شئ ممكن..
قضيت لأول مرة اليوم بره الفاترينة والمحل..

شهد تحولي، وبكى لما ده حصل.. فضل يأكد لنفسه إنه مش مجنون..
وفضل ينتقل بين الكتب لحد ما حصل اللي مكنش حد فينا متوقعه.

رجعت قبل ميعادي لطبيعتي.. التحول بقى أسرع، وبطريقة ملخبطة.. الملكة كانت بتهاجمني عشان تسرع خطة انتقامها..
جلدي كان بيشيخ، وكنت بضعف، كإن الشمس بتطلع وتختفي لكن بدل أيام كل ده بقى يحصل في دقايق..

كنت شايفاه وهو بيحاول، ومفيش في إيده حاجة، فجأة أخدني.. ساق بيا
حاولت أفهم منه إيه اللي بيحصل، لكنه مكانش بيرد..

طلب مني أفضل مكاني رسملي على إزاز العربية..


رجع ومعاه زي حوض سمك.. ساق بيا مرة تانية.. ورجع للمدرسة..

دخلني المكتبة.. حط حوض السمك في إتجاه شروق الشمس، وحط قدامه مثلث إزاز.. وبعدها سابني وخرج!

_______________




أنا آسف، بس دي الطريقة الوحيدة.. وقت الشروق هيحلل المنشور الضوء، والسبع ألوان السبع بنات اللي تمت التضحية بيهم، هيتفرقوا

الملكة هتفقد قوتها.. هترجع تاني روحها الشريرة تتحبس في صندوق إزاز.. مكانش ينفع أقولك.. لإنها عمرها ما عرفت اللي حصلها..

أتمنى تقومي.. أتمنى ما أكونش قضيت عليكي بإيديا!

__________________


بعد أيام في المشفى
____

- إنتي كويسة؟
هزيت راسي.. بصيت لإيدي، وللشباك، كانت الدنيا ضلمة.. كنت طبيعية.. بشرية!
- مش فاكرة حاجة من اللي حصل؟؟

هزيت راسي مرة تانية لكن المرة دي بالنفي..
رغم إني كنت فاكرة إني شفتها.. أنا طول الوقت ده مكنتش بشوف نفسي.. كنت بشوفها هي، جدتي الساحرة.. في اليوم ده هي اللي أنقذتني..

هو هيفضل فاكر إنه هو اللي عمل كل ده وأنقذني..

فاكرة كلامها، المعركة ما إنتهتش..
المدرسة إتهدت وإتقال إن السبب زلزال مفاجئ، أنا وهو عارفين إنه مكانش زلزال، ورغم إن جدتي للمرة التانية فازت على الملكة وشالت لعنتها من عليا.. إلا إن بعد سنين.. ووقت ما يكون فيه حفر لأي سبب.. ويلاقوا الصندوق الإزاز اللي هي فيه.. التاريخ هيعيد نفسه.
هترجع تحصد أرواح بإنتقامها من عيلتي.. وهترجع جدتي تحاربها..

أنا دوري إنتهى، وهو كمان.. ويمكن نعرف نعيش حياة طبيعية بعد النهاردة.. من غير ما أبقى نص حقيقية، ومن غير ما يكون هو حاسس بالجنون..  لكن المعركة بين جدتي والملكة الشريرة ما إنتهتش..
المعركة بينهم أبدية..













تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر