الوهم






بقالي كتير هنا.. مفيش فايدة، محدش مصدقني.. حياتي بقت جحيم من تاني..
مبقتش أقدر أفرق بين اللي بيحصل، واللي ما بيحصلش..
 من 3 أسابيع (21 يوم) بالظبط .. كتبت بوست لأصحابي، "إدعوا لرامي بالرحمة والمغفرة"
بقالي فترة مخنوقة،
بقالي فترة بفتكر رامي وبيجيلي في أحلامي.. حسيت انه محتاج يوصلي رسالة..
بيجيلي وهو ماددلي ايده.. كإنه محتاجني أساعده..

كلهم عارفين إن موته أثر فيا أد ايه.. كلهم عارفين أنا كنت بحبه أد إيه..
بس الوقت بينسي كل حاجة.. ودول سنتين عدوا.. سنتين وهو مش موجود، بطلت أبص في صورنا سوا عشان بتخليني أتألم وأتعب.. شيلت دبلته من ايدي، وحطتها في علبتها تاني..
 بطلت أدخل أكتبله وأكلمه زي ما كنا بنتكلم كل يوم وأحكيله عن تفاصيل يومي، وأسمع منه..
بس ما بطلتش أفتكره، وأدعيله..
كل أصحابي اتأثروا جدا وتفاعلوا مع البوست..
ناس اقترحت عليا اننا نعمل ختمة قرآن علشانه، وناس اقترحت إننا نجمع مبلغ كويس، ونتصدق بإسمه..
وأنا تحمست جدا للفكرة الأخيرة..
كنت حابة أبعتله هدية، في المكان اللي هو فيه.. كنت حاباه يكون مبسوط..
وإني أعمل خير بإسمه، ودعوات الناس توصله وتفرحه..
فتحت حساب في البنك..وعرفت اصحابي برقم الحساب، وقررت أستنى لحد ما نجمع رقم مناسب، يقدر يخلينا نعمل حاجة كويسة..
عملت بوست تاني عن تفاصيل الحساب، وعن الغرض منه..
مها صاحبتي، وأخت رامي وأقرب حد ليا من بعده..
كانت مبسوطة جدا، وقررت تكون معايا خطوة بخطوة.. وعشان كده عملتلها توكيل عشان تقدر تتصرف في كل حاجة زيي بالظبط..
اتفاجئت بكمية الناس اللي تفاعلت مع البوست.. ناس كتير بقت تعمل Share
وناس كتير كانت بتدعي لرامي، وليا..
بقيت أقرا  آلاف التعليقات وعيني مليانة دموع.. ومبسوطة..
لحد ما شوفت التعليق ده!!
Ramy Adel : J  
..
عيني اتجمدت على التعليق.. فضلت أكتر من ربع ساعة باصة على اسمه!
أكيد ده أكونت حد تاني..
دخلت لقيته صديق عندي.. ده أكونت رامي خطيبي!
اتصلت بمها ..
-          مها.. مين اللي فتح أكونت رامي!!
·         إزاي؟ .. محدش فتحه! .. لسه زي ما هو!!
-          أنا اتعملي تعليق من أكونت رامي!! .. تفتكري حد ممكن يكون سرقه!
·         مش عارفة يا أسماء.. بس ثواني هحاول أفتحه
فتحت مها الأكونت.. مكانش فيه أي مشكلة وهي بتفتحه..
مكانش فيه أي locations  غريبة اتفتح منها الأكونت.. ولا أي أجهزة غير اللي مها فتحته منه..
ومكانش فيه في الـ activity log  أي تعليقات أو نشاط قريب!
قفلت معاها وحسيت اني بدأت أهلوس تاني.. وأتخيل حاجات تخصه من تاني...
فتحت البوست وفضلت أدوّر على التعليق بتاعه، عشان آخد سكرين شوت.. بس ملقتهوش..
كلمت الدكتور بتاعي، اللي كان بيعالجني بعد موت رامي..
حكيتله عن اللي حصل معايا، وقالي اني لازم أفصل بين الخيال والواقع
وما أسمحش لخيالي يفرض نفسه على الواقع اللي عايشاه.. نفس الكلام القديم...
ولما سألته لو ممكن تحصلي نكسة مرة تانية.. قالي وارد جدا وخاصة بعد الأحلام اللي بشوفها، واللي بتضغط عليا أكتر..
..
عدى يومين، وقررت أنزل البنك أشوف أخبار الحساب ايه، عشان أبدأ أنا ومها ننفذ اللي اتفقنا عليه..
الحساب كان وصل لـ 70 ألف جنيه!!
مكنتش مصدقة نفسي!
أنا ومها عيطنا من الفرحة..
واتحركنا على طول لمكتب وزارة التضامن القريب مننا..
حكيت للموظفة عن اللي بفكر فيه، واللي عاوزة أعمله.. وطلبت منها كشف بالحالات المحتاجة مساعدة مادية، أو طبية..
فقالتلي إني لازم أكون متطوعة معاهم عشان تقدر تديني الكشف ده.. ومكانش عندي مانع..
فضلت لحد أخر اليوم وأنا بخلص الموضوع ده،
وفي الأخر أخدت الكشف الأول.. كان فيه 25 حالة.. منهم اللي محتاج فلوس عشان مصاريفه ومصاريف تعليم ولادهم.. واللي محتاج عمليات.. أو كشف طبي... ومنهم ناس في سن الشيخوخة ومعندهمش مصدر دخل..
لما كانت بتطلعلي الكشف كان فيه زيه كتير ..
مكنتش متخيلة ان كل الناس دي ظروفها صعبة للدرجة دي..
ساعتها جاتلي فكرة ان ليه أقف على صدقة جارية لروح رامي..
ليه ما يكونش ده الحاجة اللي لازم أكمل فيها وأساعد ناس تانية..

روحت البيت...
وقررت أشكر الناس اللي اتبرعت في الحساب، وأعرض عليهم فكرتي الجديدة..
كان لازم المرة دي يشوفوني وأشكرهم بشكل شخصي أكتر..
قررت أطلع في فيديو live
طلعت استنيت شوية على ما الناس تبدأ تشوفني..
بدأت أتكلم عن الحساب والتبرعات اللي بتجيله.. واننا هنعمل ايه بالفلوس دي، عشان أي حد اتبرع يكون مطمن انه بيعمل خير..
"وبإذن الله الموضوع مش هيقف عند صدقة جارية لرامي، أنا حابة أكمل وأساعد ناس أكتر.. اللي حابب يتطوع معانا، هكون سعيدة بيه جدا.. واللي هيساعدنا ماديا، ها....

بصيت على الشاشة.. لساني اتربط!
Ramy Adel is watching ..
افتكرت كلام الدكتور..
و حاولت أكمل كلامي..
بس عيني كانت اتملت بالدموع...
خلصت الفيديو ونشرته..
وبعدها دخلت على صفحة رامي.. فتحت صوره .. فضلت أتفرج عليها.. ودلوقتي بس حسيت أد ايه هو واحشني..
صورنا سوا كانت لسه زي ما هي... كل حاجة كانت لسه زي ما هي..
كان يوم طويل، نمت وأنا بتفرج على صوره..
وحلمت بيه..
فضلت أكلمه.. كان بيبتسملي وما يردش..
مادد إيده ليا.. وبيبتسم.. وساكت..

....
تاني يوم مها كانت بتصحيني، عشان نتحرك ونبدأ نروح للحالات..
ركبنا العربية وبدأنا نروح لحالة حاله..
خلصنا عشرين حالة في اليوم ده.. وكنت مش قادرة أتحرك تاني..
كانت الحالة الـ 21 طفل أعمى محتاج يعمل عملية..
مها روحت لإنها كانت تعبت جدا..
وقررت أروح أنا لوحدي..
عنوان بيته كان في حارة شعبية.. مكتوب بالتفصيل فمش هتوه..
وصلت بعد نص ساعة للمكان.. ركنت العربية، وبدأت أدخل لحد ما لاقيت البيت..
بيت فقير جدا.. وآيل للسقوط.. خبطت ست كبيرة فتحتلي.. شرحتلها أنا مين.. رحبت بيا جدا ودخلتني..
كان المكان ضلمة جدا، ومش شايفة مكان خطوتي ايه! ..
اعتذرتلي عن الضلمة، وقالتلي ان كده كده مش فارقة.. لإن نظرها ضعيف وحفيدها أعمى..
قلبي وجعني من حالتهم..
الجدران مشققة.. والسقف واقع جدا..
مفيش غير كرسي واحد، عرضت عليا أقعد عليه.. على ما تنادي  ياسر.. حفيدها
خرجت وفي ايدها الولد..
قبل ما أكلمه، ساب ايد جدته، واتحرك ناحيتي! وقف قدام الكرسي اللي قاعدة عليه..
مد ايده.. قصاد وشي!
خفت، واستغربت..
جدته قالتلي: متخافيش.. هو عاوز يشوفك..
قربت وشي من ايده..
كان بيحدد ملامحي..
بعد عني وراح لجدته، شد دراعها فإنحنت ليه.. همس لها بحاجة في ودنها.. مقدرتش أسمع قال ايه. .
جدته بصتلي بإستغراب..
وطلبت مني أتكلم وأقول لياسر أنا موجودة ليه هنا..
قلت للولد وشرحتله، إنه هيعمل عملية.. ويرجع يشوف تاني ان شاء الله.. واننا هنتكفل بالتكاليف،
وبكرة الصبح هاخده المستشفى وأدفع الدفعة الأولى..

قالي: يعني هشوفك بكرة!؟

استغربت من صياغته للجملة!
قلتله: أيوة بإذن الله..
بص لفوق ناحية جدته، وقالها: "هو أنا لو رجعت أشوف تاني.. هبطل أشوفهم؟"
جدته طبطبت عليه.. وشكرتني وقالتلي انها هتجهزه وهينتظروني الصبح..

كان عندي فضول أعرف أكتر عنهم.. فسألتها

-          طيب هو حضرتك بس اللي مسئولة عنه.. يعني ياسر والده أو والدته فين؟
·         ياسر مالهوش غيري يا بنتي.. كلهم ماتوا..
-          أنا آسفة.. ربنا يخليكم لبعض.. بإذن الله مش هتأخر بكره عليكم..
قمت وخرجت.. مشيت تاني في الطُرقة الضلمة اللي في مدخل البيت..
حسيت بإحساس وحش جدا وأنا مش شايفة..
جه في بالي إن أنا مش طايقة 5 ثواني ضلمة بمشي فيهم في الطُرقة دي..
أومال احساس ياسر عامل إزاي!!

سمعت صوت جدته وهي ماشية ورايا بتوصلني للباب قالتلي: "ربنا ما يوريهاش لحد" !
كإنها.. كإنها سمعتني!!

خرجت وركبت العربية.. بس احساس غريب كان مُتملّك مني..
لما وصلت البيت.. لقيت رسالة على فيس بوك من الدكتور بتاعي.. بس مكنتش قادرة أقراها..
حطيت تليفوني اللي كان فاصل في الشحن.. ونمت
شفت رامي..
نفس الحلم.. بس المرة دي شفت ياسر واقف جنبه .. بيبصوا لبعض ويبتسموا..
ورامي بيمد ايده تاني ليا..

صحيت الصبح على رنة الموبايل.. مها كانت بتتصل بيا .. وكان فيه 7 مكالمات فائتة من الدكتور بتاعي!!
بس كنت متأخرة جدا، ويا دوب هلحق ميعادي مع ياسر وجدته في المستشفى..
رديت على مها..

-          أيوة يا بنتي!
·         أيوة يا مها صباح الخير..
-          صباح الفل.. ها عملتي ايه مع الحالة اللي رحتيها لوحدك؟
·         كانت غريبة.. ولد أعمى.. ومحتاج عملية .. بصي أنا عندي معاد معاهم دلوقتي في المستشفى.. إنتي كملي بقية الكشف، ولو خلصتي بدري، روحي قدمي التقرير اللي عملناه، واسحبي كشف تاني..
-          طيب مش هنستنى نشوف الحساب في البنك أخباره ايه قبل الكشف التاني!!
·         ما احنا مش هنشتغل فيه غير بعد ما نتأكد من الحساب.. بس تمام ولا فيه مشكلة؟
-          لا تمام يا حبيبتي.. ربنا يجعل تعبنا بفايدة.. ويرحم رامي ويغفرله..
·         آمين.. آمين..
-          إنتي كويسة يا أسماء؟ صوتك مش تمام
·         لا .. تمام.. يمكن عشان لسه صاحية..
-          خلاص أوك.. أنا هتابع معاكي بالتليفون يا حبيبتي..
·         تمام..

مها دايما بتفكرني برامي.. صوتها، ضحكتها، كلامها.. شبهه
لبست بسرعة، وشيلت التليفون من الشاحن.. وحطيت الشاحن في الدرج.. لقيت العلبة اللي فيها الدبلة..
اللي عليها اسم رامي..
قررت ألبسها..
وبعدين خرجت..
 ورحت المستشفى..
لقيت ياسر وجدته موجودين هناك في الاستقبال.. سلمت عليهم.. وطلبت منهم يقعدوا لحد ما أخلص الورق بتاع دخول حالة ياسر.. وأتابع المطلوب مع الدكتور..

فضلت نص ساعة لحد ما خلصت الورق.. والدكتور طلب يكشف على الحالة.. عشان يحدد ميعاد العملية
رحت وديت الأخبار دي لياسر وجدته..
جدته فرحت جدا وفضلت تدعيلي.. وياسر كان خايف جدا.. فمسك ايدي .. بعد كده لقيته  
بيحسس بإيده على الدبلة.. و جه رافع راسه ناحيتي وقايلي: "بيحبك" !!
-          إنت قلت ايه؟
جدته شدت ايده وردت عليا: "بيقولك انه بيحبك..مبسوط انك بتساعديه وهترجعيله نور عينيه"

سكتت و حسيت اني مضايقة!
مش فاهمة! .. فيه شئ غريب في ياسر وجدته!! نفس الاحساس اللي يقبض اللي حسيته لما كنت في البيت عندهم كنت حاساه دلوقتي..

خلصت معاهم.. ومها كلمتني..

-          أيوة يا أسماء ها ايه الأخبار عندك؟
·         تمام .. خلصنا الكشف وميعاد العملية اتحدد بعد يومين.. بس.. اممم
-          ايه؟ بس ايه!؟
·         انا عاوزاكي انتي اللي تكملي معاهم وتتابعي الحالة دي..
-          ليه بس هم ضايقوكي؟
·         لأ خالص.. بس انتي عارفة .. أنا بضايق وبتأثر بسرعة.. والحالة صعبة شوية، وحاسة بضغط نفسي..
-          لا خلاص.. تمام انتي اديني الملف بتاعهم وبياناتهم ومواعيد المستشفى وأنا هتابع معاهم
·         شكرا يا مها..
-          إنت تؤمر يا سمسووم .. المهم بقولك فيه 3 شباب كلموني وعاوزين يتطوعوا معانا، ويعرضوا افكارهم عليكي.. قالولي انهم كلموكي على فيس بوك بس مرديتيش..
·         بقيت خايفة افتحه هو كمان..
-          ايه!
·         انتي عارفة بنرجع متأخر ملحقتش أفتحه.. المهم انا هخلص مع الحالة واكلمك نتقابل نتغدى سوا
-          اشطه يا سيمو .. باي
خلصت تليفوني.. ياسر وجدته كانوا واقفين الناحية التانية من الطُرقة قصادي..
كان باين على ملامح ياسر الزعل والغضب..!
وجدته كانت بتطبطب عليه!
رغم فضولي اني أعرف ماله.. بس مكنتش قادرة أسألهم أو أقضي معاهم وقت أكتر من كده..
عرضت عليهم أوصلهم لحد البيت بالعربية،
بس جدته رفضت تماما.. وشكرتني..
وقالت انها هتقدر تروح من هنا بسهولة..
ياسر سألني: هشوفك بعد بكرة؟
قولتله أكيد ..
رد بصوت واطي جدا بس سمعته.. "انتي كدابة"
...
كلمت مها واتقابلنا..
-          بس كده ده كل حاجة..
·         تمام جدا.. بس هاتي الملف اسهل عشان العنوان والاسماء ما انساهمش..
-          سجليهم على الموبايل.. انا تقريبا ناسية الملف في البيت.. هاتي أسجلّك نمرتهم. . هسجلها باسم ياسر..
·         خلاص ما تكشريش بس.. المهم اقول ايه للشباب وهتقابليهم ولا ايه!
-          بلاش دلوقتي انتي زيك زيي قابليهم واتفقي معاهم وفهميهم اللي احنا بنعمله، وخلاص.. وكده كده هنتقابل بس أنا حاسه ان اعصابي تعبانه مش قادرة اكمل دلوقتي، عاوزة راحة بس يوم!
·         أنا حاسة بيكي والله يا أسماء..
 انتي .. رجعتي تلبسي الدبلة!
-          .. أه .. لسه النهاردة! امممم ..
ساعتها افتكرت ياسر واللي قاله..  فاضايقت..
-          مها انا همشي دلوقتي هروح البيت استريح شوية، ولو عوزتي حاجة كلميني
·         أوك .. خلي بالك من نفسك..
................
روحت نمت لحد بالليل..
من زمان ما نمتش براحة كده، من غير أحلام.. من غير قلق..
صحيت كنت حاسه اني في مود أحسن ..
قفلت الموبايل.. وفصلت النت..
وقررت اني أرتاح يوم كامل بعيد عن الناس.. شيلت دبلة رامي تاني مكانها..
وخرجت أعمل أكل.. وحضرت فيلم..
كنت عاوزة أفصل..

بعد مرور يوم ونصف..

لقيت الباب بيخبط..
-          مها! .. تعالي ادخلي
·         انتي مختفية فين!!
-          انا قلتلك اني هاخد يوم راحة
·         تقومي تقفلي موبايلك،، وكمان النت مش بتفتحي.. طب أوصلك ازاي!
-          في ايه يا مها!! .. وبعدين انتي مش معادك النهاردة مع ياسر وجدته! والمفروض دلوقتي!
·         تعالي نقعد
-          خير ..
خرجت موبايلها، وفتحت رقم ياسر اللي سجلته وورتهوني!

-          ايه ده؟!
·         ده الرقم اللي انتي سجلتيه.. صح؟
-          أيوة ماله.. محدش رد عليكي؟!
·         أسماء.. ده رقم رامي الله يرحمه.
-          !!
·         أنا رحت العنوان اللي قولتيهولي.. ده عنوان مدرسة!! .. مفيش بيت بالمواصفات اللي قولتيها دي حتى هناك! ..
أخدت الكشف الأول.. والحالة رقم 21 مكانش واحد اسمه ياسر!! ده راجل عجوز ملف شيخوخة واسمه الحاج محمد!

-          يعني ايه؟ .. انتي مفكراني بخرف!
·         أسماء.. انتي عارفة حالتك اكتر من أي حد .. وعارفة تأثير موت رامي عليكي.. أنا حاسة انك كنتي متلخبطة!
-          مها أنا مش بخرف على فكرة!!
أنا رحت وقابلت ياسر وقابلت جدته.. أنا حجزتلهم في المستشفى ودفعت فلوس العملية!!
والملف بتاعهم معايا!!

قمت أدوّر على الملف.. قلبت البيت كله عليه، مالقيتهوش!!
مها بتبصلي بإستعطاف.. مفكراني اتجننت..

يئست اني ألاقيه!!

·         أسماء .. اهدي.. اهدي.. أنا عارفة أد ايه الموضوع صعب عليكي..
بس احنا لازم نكلم الدكتور بتاعك ونشرحله اللي حصل..

-          نشرحله ايه!
انتي مش مصدقاني!

·         مفيش حد اسمه ياسر!!
-          مها .. امشي..
·         ما ينفعش اسيبك..
-          مش عاوزاكي هنا .. امشي.. أنا مش مجنونة!!
....
أنا مش مجنونة.. مش مجنونة..
فتحت الموبايل بتاعي..
كلمت الدكتور .. رد عليا،

-          أنا بحاول أوصلك من امبارح يا أسماء!
·         دكتور أنا حالتي وحشة أوي.. أنا لازم أشوفك.. لازم ..
-          أنا مستنيكي في العيادة دلوقتي..
خرجت ورحتله..
حكيتله كل اللي حصل.. كل اللي مها قالته .. وقالي إن أعصابي تعبانة.. ولازم أبدأ علاج من تاني..
قالي انه مصدقني.. بس لازم أهدى عشان أقدر أكمل ..
وأنا كنت عاوزة أكمل.. كان لازم أكمل في اللي بدأته..
دخلت المصحة..
الجو هناك مريح بالنهار.. بس الليل مخيف.. وأحلامي بقت زي موجة الماية اللي بتخبط كل يوم في صخرة لحد ما فتتتها تماما..
حلمت بياسر وهو واقف جنب جدته..
أنا قاعدة قدامهم على الكرسي.. البيت كله مضلّم .. مفيش غير المكان اللي واقفين فيه هو اللي فيه نور..
ياسر بيشد ايديها.. وبيقولها كلمة في ودنها..
بيقولها: دي اللي رامي صاحبي بيحكيلي عنها..  والجملة ليها صدى .. وبتتردد
بيضحكوا بصوت عالي، وشكل مخيف..
بأقوم أجري من مكاني.. بجري في الضلمة.. في الطُرقة اللي مفيهاش نقطة نور.. بفضل أجري .. وهم يضحكوا وسامعة صوت خطواتهم ورايا..
بفضل أجري.. والطرقة مبتنتهيش.. بجري.. والضلمة ما بتنتهيش..

وأحلم برامي ماددلي إيده..
وأمدله ايدي.. وأقرب.. بس مبوصلوش..
بقيت بشوف رامي وأنا صاحية أكتر ما بشوفه وأنا نايمة!
..
وأحلم بياسر واقف مع رامي وبيكلمه.. وواقف مع أبوه وأمه اللي ماتوا
بيودعهم.. بيقولهم إنه مش هيشوفهم مرة تانية ولا يسمعهم..
..
أحلام.. وأحلام.. وأحلام.. وأنا صاحية.. وأنا نايمة. .
ممنوع عني الزيارات..
مبكلمش حد..

الأيام بتعدي كإنها سنين.. بقالي كتير هنا .. محدش مصدقني.. حياتي بقت جحيم من تاني.. مبقتش عارفة أفرق بين اللي بيحصل وبين اللي ما بيحصلش..
لازم كل ده ينتهي دلوقتي..

____________________
بعد أسبوع. .

-          البقاء لله يا مها
·         ونعم بالله..
-          ربنا يصبرك على فراقهم هم الاتنين.. أنا عارف انه وقت مش مناسب بس احنا لازم نكمل في اللي أسماء الله يرحمها ويغفرلها بدأته.. 
أنا والشباب حابين نشتغل من بكرة.. وانتي براحتك.. لحد ما تحسي انك قادرة ترجعي تاني..
·         ياريت.. يمكن ده يشفعلها..
-          إنتي مفهمتيش هي عملت كده ليه!؟
·         كانت تعبانة.. كانت بتحكيلي انها بتشوف رامي مادد ايده ليها.. مكنتش فاهمة انه جاي ياخدها.
 ربنا يرحمها ويرحم رامي... أنا متأكدة لو أسماء كانت موجودة كانت هتحب ان ده يكمل..
أنا هفتح شقتها، وتكون مقر لينا بإذن الله.. وكل اللي حابب يكون معانا المكان هيكون مفتوح ليه..
لعله يكون صدقة جارية على روحها..


·         بعد أيام في شقة أسماء .. أثناء ترتيب المنزل ليكون مناسبا لعمل الجمعية، وجدت مها ورقة مُلقاة بجانب المكتب،
إيصال دفع رسوم عملية طبية للطفل/ ياسر محمود عوض..

-تمت-

 ©أسماء عبد الناصر


تعليقات

  1. يعني اسماء طلع كلامها صح في الاخر وياسر موجود مش مجرد وهم صح !!

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. حلوة اوى موهوبة اسماء عبدالناصر

    ردحذف
  4. لا تمت ايه هي ملهاش تكمله ؟؟؟؟؟!

    ردحذف
  5. لأ لازم تكمليها عشان أنا اتروشت 😂😂

    ردحذف

  6. الناس اللي بتقول مش فاهمة النهاية
    البنت كانت بتعاني من أوهام واضطرابات من ساعة موت رامي خطيبها
    مشكلة اللي بيعاني من الأوهام انه الإدراك الحسي بتاعه بيكون فيه تشوّه .. ممكن يشوف حاجات مش موجودة، ويحصله هلاوس بصرية، أو يسمع حاجات مش بتتقال ويحصله هلاوس سمعية..
    ..
    طول القصة بيبان مشكلتها مع الوهم.. وتصديقها انها رجعت انتكست مرة تانية..
    والضغط النفسي بيكون عامل قوي عشان المريض يبدأ يهلوس ومشاكله تزيد
    وده حصل معاها لما ابتدت تدي بيانات الحالة لمها صاحبتها
    ادتها بيانات غير الحقيقية تماما
    وحتى سجلت رقم رامي على انه رقم ياسر..
    لكن ياسر وجدته شخصين حقيقيين..
    الأحداث اللي حصلتلها معاهم .. واللي حكتها هي بنفسها ممكن يكون فيها تشوّه برده ..
    ويكون خوفها منهم كان سببه هلاوس سمعية بتحصلها
    في الاول والاخر القصة بتتكلم عن الوهم.. وقصدت أبين حقيقة ياسر وجدته في أخر القصة، وأدخل في تفاصيل مخيفة إلى حد بسيط عشان القارئ يحس باللي ممكن يكون مريض الوهم والهلاوس بيعيشه..
    أما عن حلمها برامي وهو بيمد ايده ليها ..
    فده شئ طبيعي وهي فسرته في الاول انه محتاج مساعده.. لكن هو كان بيناديها..
    استخدمت عنصر الوهم نفسه مع اللي بيقرا
    فخليته يمشي مع تفسير معين .. وبوظتهوله في الأخر :D

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر