القلب The heart

بعد العملية، حسيت بإحساس غريب.
أنا عارفهم، فاكرهم كلهم.. بس مش حاسس بحاجة ناحية حد فيهم! حتى مراتي.
من سنة كنت سايق، ومش فاكر اللي حصل بعدها، عملت حادثة، واللي عمل الحادثة معايا كنت انا وهو متعلقين بين الحياة والموت.. بعد اسبوع مات. إلا قلبه، هو اللي فضل عايش جوايا. مكانش معاه أي اثبات شخصية، ولا قدروا يعرفوا عنه حاجة.
حياتي اتلخبطت.. دايما حاسس إن فيه مكان لازم أروحله.
زي إحساس إني نفسي أروح البيت.
فيه حاجة ناقصة،
مراتي استحملت كتير، بس هي كمان لاحظت التغيير.
انفصلنا.. ورغم إن ده كان مريح لينا إحنا الإتنين، بس كان مؤلم بشكل ما.. قالتلي إني إتغيرت.. وإنها مبقتش عارفاني. ده كان نفس احساسي تجاهها.. وناحية نفسي!
بدأت أستشير الدكتور في اللي بيحصلي. وأقوله ان ذوقي في الأكل بدأ يتغير.. اصحابي، حاسس ان فيه فجوة بينا. وشعور بالنقص..
بعد فترة بدأت أتحسن فعلا. وحياتي بقت أحسن، بدأت أروح أماكن جديدة.. ببقى مبسوط جدا ساعتها مش فاهم ليه.
وأسمع أغاني أول مرة أسمعها بس بحبها.
لحد ما في يوم الدكتور طلب يقابلني، وقالي هعرفك على شخص ما..
وصلت وساعتها وأنا ببص لشخص معرفوش.. قلبي بيدق، حسيت ان كل حاجة زي ما مفروض تكون.
إن لأول مرة الفراغ اللي حاسس بيه جوايا إتملى..
"مساء الخير" -قالت
وحتى صوتها كان بيفرحني!
قعدنا، وبدأت تتكلم معايا وتعرفني بنفسها
كنت حاسس إنها أقرب شخص ليا في الوجود.. أو هو.. قلبه.. كان حاسس بده.
فهمت إن اللي أنا اخدت قلبه يبقى جوزها. كان راجع ليها بعد سفر شهور.. وكانت مستنياه.. وللأسف مرجعش.. ومكانتش قادرة توصله.
مكنتش عارف ازاي أوصلها انه بيحبها.. انه.. بشكل ما موجود لسه.
كنت حاسس إن هو اللي كان بيدور عليها..
هو اللي كان عاوز يطمنها.
المقابلة اتكررت.. وعدى شهور.. كانت أحلى شهور في حياتي كل ما بشوفها أو بتكلمني بحس بسعادة افتقدتها من زمان.
لحد ما بدأت أتعب.. لحد ما اللي باقي مني ومنه، قرر ينتهي.
كإني كنت بس عايش عشان أوصلها.. عشان تطمن عليه وتعرف اللي حصل..
لكني كنت أسعد شخص في الدنيا، عشان بعد ما كنت تايه لقيتها..
عشان أخيرا وصلت البيت..
-تمت- 


©أسماء عبد الناصر