Just You







كنت قاعدة لوحدي مرة، وبلعب في الموبايل.. فتحت ماسنجر فيس بوك.. وبدأت أتكلم في الشات مع نفسي.. واللاب مفتوح كمان. 

كان الاسم اللي ظاهر فوق الشات في الأول Just you 
بس بعد فترة اتكتب إسمي بداله! 
كان نفسي يبقى فيه حد فعلا بيرد عليا.. وكل ما أشوف typing... 
بضحك وأقول أهو.. هرد عليا 
قمت أشرب ورجعت في ايدي كوباية مايه.. ببص على اللاب توب.. وخلاص قررت أقفل الشات.
لقيت typing...
بس أنا مكنتش بكتب حاجة!
قلت عادي يمكن معلق، بس اترعبت أما لقيت على الشاشة
طلب مكالمة صوتية!
مني!
ليا!!
عملت accept
ومكنش فيه صوت في الناحية التانية.
كنت متوقعة ألاقي صدى صوتي!! بس كأن حد بيسمعني.. ومش عاوز يتكلم!
قفلت اللاب توب.. وعملت sign out من الموبايل..
ورحت أنام وأنا حاسة بقلق شديد!
تاني يوم كانت كل حاجة تمام.. وكإن كل ده كان مجرد بيتهيألي.
ماما رجعت الصبح وصحتني عشان نفطر سوا.. وسمعت موبايلي بيرن.
رحت عادي وكنت متوقعة يكون حد من اصحابي!
بس لقيت اسمي على الشاشة.. مكالمة صوتية على ماسنجر فيس بوك! وأنا متأكدة إني
عاملة Sign out امبارح!!
فتحت وأنا خايفة.. وبرده مكانش فيه أي رد أو صوت من الناحية التانية..
قفلت.. وفتحت الشات!
لقيت رسالة أنا مكتبتهاش في الشات بيني وبين نفسي امبارح!
كان مكتوب كلمة واحدة!
"العربية"
ماما قاطعت خوفي وقلبي اللي كان مخضوض.. وقالتلي أجهز بسرعه عشان توصلني في طريقها للشغل..
جهزت نفسي وخرجنا، وركبنا العربية بتاعة ماما.. اللي مرضيتش تتحرك من مكانها!
عقلي اتجمد للحظة.. وبعدين لقيت رسالة تانية!
وبرده كلمة واحدة "الأسانسير" !!
ماما قالتلي ان يستحيل العربية تكون عطلانة لإنها جاية بيها الصبح!
نزلت وأخدت تاكسي.. وماما رجعت البيت كانت ناسية مفاتيح المكتب بتاعها..
بعت رسالة: "؟؟؟؟؟؟؟؟"
ومكنش فيه أي رد!
وصلت الشغل ومالحقتش الأسانسير كان اتملى!
كنت حاسة ان فيه حاجة!
استنيت لحد ما نزل تاني ودخلت.. بس مكانش بيقفل!
مرضيش يشتغل!
قررت أطلع على السلم.. ولحد دلوقتي مش فاهمة ايه اللي بيحصل..
أول لما وصلت لقيت زمايلي خارجين من الأسانسير.. اللي مفروض عطلان..!
طول اليوم نفسي أفهم ايه اللي بيحصل!
حكيت لنهى صاحبتي.. وأقنعتني ان أكونت بتاعي مسروق! وفيه حد بيدخل يبعتلي رسايل دي..
بس معرفتش تفسرلي اشمعنه العربية واشمعنه الأسانسير..
ماما كلمتني في نص اليوم تطمن عليا.. وقالتلي انها بعد ما خرجت تاني من البيت ودخلت العربية عشان تجيب حاجتها لما شغلتها اشتغلت عادي! وراحت الشغل بيها!
قفلت مع ماما.. وعملت زي ما نهى قالتلي غيرت الباسوورد.. وعملت sign out من كل الاجهزة التانية.
عدى 3 أيام من غير رسايل.. ومن غير مكالمات.. فعلا..
واتأكدت وقتها ان كلام نهى كان صح.. لحد بالليل..
كان عيد ميلاد سارة زميلتي في الشغل.. كان المكان زحمة جدا وكلنا بنغنيلها وشمع كتير.. موبايلي كان مع نهى.. كان فيه مكالمة تانية ليا! مكالمة مني!
نهى ردت!
رحنا بعيد عشان نسمع.. لأول مرة سمعنا صوت.. كان صوت تخين ومش واضح كإنه برنامج أو حد لسانه تقيل جدا..
قال كلمة واحدة.. وكررها..
قال "نار".
نهى مسكت ايدي وكانت خايفة زيي وأكتر.. فتحت الشات عشان تشوفه كله بس ما لقتش أي حاجة! كل الكلام كان ممسوح.
دخلنا وقررنا نمشي..
وشلة كبيرة من اصحابنا كمان مشيوا معانا..
ماما كانت برده شغالة نبطشية بالليل في المستشفى وأنا هكون لوحدي.. بس نها لما لقت الموضوع بجد قررت تيجي وتقعد معايا.
واحنا في طريق البيت جالنا رسايل على الموبايل من اصحابنا بعد ما مشينا بيت سارة حصل فيه حريقة!!
بس كلهم كانوا بخير..
نهى خافت.. شفت في عنيها انها خايفة .. مني!
بس أنا كمان كنت خايفة.. بس مش عارفة من مين.
عرضت على نهى تروح وتسيبني خاصة بعد ما شفتها مترددة وخايفة.. بس هي أصرت تفضل معايا..
وصلنا البيت واحنا مش بننطق كلمة واحدة لبعض.. بس كل واحدة بتتكلم كتير مع نفسها!
بعد ما قعدنا قررنا اننا نواجه أيا كان اللي بيعمل ده! -أيا كان-
فتحت الموبايل.. وطلبت مكالمة ليا.
الخط فتح ونهى بدأت تتكلم.
"أيا كان انت مين فإنت هتتسبب في أذى لنفسك.. ولو ده لعبة فهي لعبة سخيفة! .. صدقني مش خايفين منك!! انت اللي مفروض تخاف من اللي هيحصلك!"
سكتت ومستنيين حد يرد علينا فضلنا ساكتين دقيقة كاملة فاتت كإنها سنة. وبعدها نطق بكلمة واحدة.
قال "نهى"
قفلت بعدها وكنا في أقصى حالة من الخوف ممكن نوصلها..
لحسن الحظ ماما جات في اليوم ده البيت..
نهى بدأت تتكلم قدام ماما وفضلنا نتجادل عشان عاوزاني أقولها.
في الأخر وبعد ضغطهم عليا قررت أحكي لماما.. اللي مبقتش مصدقة ولا كلمة.
وقالت اني بيتهيألي! أو ده هاكر حابب يلعب بأعصابي.
- طيب والعربية؟
مش فاكرة إنتي نفسك لما قولتيلي انها اشتغلت عادي!
وكمان حصل نفس الحاجة مع الأسانسير..
ونهى سمعته مرتين معايا!
* كل اللي أقدر أقوله إنه كان يوم طويل جدا.. ولازم كلنا نرتاح.
كنت عارفة ان ماما شكت.. بس عشان متزودش خوفنا حبت تنهي الموضوع.
فضلت أطمن نهى إن مفيش حاجة تقلق.. وإني هبقى معاها واليوم هيعدي..
برغم خوفي الا اني أول ما غمضت عيني نمت.
صحيت الصبح على صوت ماما وهي بتخبط على الباب..
بصحي نهى مالقتهاش!! رحت أشوفها في الحمام مكانتش موجودة.
سألت ماما قالتلي انها صاحية من فترة وبتحسبنا نايمين جوه احنا الاتنين.
كنت هتجنن وماما بدأت تقلق..
جبت الموبايل وحاولت أتصل بيها.. الموبايل رن في الأوضة
كان موجود في الأوضة.
- اهدي بس اكيد حبت تمشي الصبح ومحبتش تصحيكي.. ونسيت موبايلها..
* لأ.. نهى حصلها حاجة بسببي.. أنا السبب..
- طيب اسألي في الشغل!
* النهاردة اجازة!
- حبيبتي متقلقيش
موبايلي رن.. وماما كانت جنبي..
أخدت الموبايل مني وفتحت..
كان فيه صوت وش.. كإنه راديو..
- مين؟ أيا كان انت مين فصدقني اللي بتعمله مش في صالحك!!
رد على ماما
بصوته المخيف.. "فلوس"
- عاوز فلوس!!
كرر الكلمة تاني "فلوس"
وقفل..
ماما قررت تكلم البوليس.. وحد من معارفها وتحكيله اللي حصل..
حكيت كل حاجة حصلت للبوليس، وحكيت عن اللي حصل لنهى..
بس كانوا بيتعاملوا كإني أنا وماما اتجننا.. وبنقول أي كلام..
خاصة بعد ما فتحت الأكونت بتاعي، ومكانش فيه أي رسايل خالص!
ولا حتى تاريخ مكالمات..
عشان أثبتلهم طلبت مكالمة منه، بس محدش كان بيرد عليا!
كإنه.. كإنه عارف، كإنه شايفني!
..
محدش قدر يساعدنا، حتى نهى.. قالوا مادام مفاتش أكتر من يومين على اختفائها مش هيعملوا حاجة!
بعد البوليس جه صديق لماما اسمه كمال ، بيشتغل في وزارة الاتصالات..
اضطريت أحكي كل حاجة من الأول..
بس لأول مرة حسيت إن فيه حد مصدقني. مكانش مستغرب خالص!
بعد ما خلصت كلام قالي
" ده أكيد هااكر بس محترف وعارف بيعمل إيه، سهل جدا حد يدخل الأكونت بتاعك وإنتي فاتحة، وسهل حد يعمل أكونت زي بتاعك بالظبط! ويكلمك منه!.. لإنك قلتي كان مكتوب اسمك على الشات من فوق، مكنش موجود Just You، بس بما ان الشات والمكالمات ممسوحين فصعب نأكد ده..
أما عن العربية، فأكيد حد قصد يعطلها، وسهل جدا برده حد يخترق نظام العربية ويعطلها، لو فيها شريحة!
أو حد كان قريب منكم جدا وكان عنده الوقت عشان يعمل عطل في العربية وبمجرد ما انتي مشيتي ووالدتك دخلت البيت رجع كل حاجة زي ما كانت!.. والأسانسير سهل التحكم فيه من على بعد، وده اللي انا برجحه، بس الغلطة اللي يمكن عملها هو مكالمته ليكم في الحفلة.. لإن لو تفسيري صح ومظبوط.. يبقى هو حد من اللي كانوا موجودين في عيد ميلاد صاحبتك، حد هو بنفسه اللي حرق بيت سارة..
-طب ونهى؟؟
اختفت ازاي، ممكن يكون خطفها!؟
حتى لو خطفها ازاي محسيتش بأي حاجة!
كمل كلامه وقال: "وليه حاطة احتمال انها اتخطفت ولا اختفت أكيد هي مشيت لما خافت من كل ده، وع العموم كل حاجة هتبان.."
رغم ان كلامه كان مقنع إلى حد ما.. بس أنا ما اقتنعتش بولا كلمة.
كنت حاسة إن فيه حد.. فيه حد مش عادي، ومش طبيعي هو اللي بيعمل كل ده..
أخد موبايلي واللاب توب.. عشان يقدر يوصل للشخص ده.
وكانت الأجازة خلصت وراجعة الشغل.
فضلت كتير مستنية نهى تظهر.. بس عرفت إنها أخدت أجازة!!!!
ولما سألت هي جات إمتى!؟
قالولي الحاجة اللي كنت خايفة منها..
" أخوها قال إنه رجع من السفر وهي تعبانة وعاوزة تاخد أجازة.."
وأنا عارفة ان نهى معندهاش إخوات!!
سألت مين اللي اتكلم! وقال اسمه ايه!
قالتلي "واحد صوته تخين كده، وكان يخوف ..
وبعدين هي ليها أيام أجازة فمدققناش أوي.. "
استأذنت من الشغل، وحاولت أكلم ماما عشان نروح لصديقها ونقوله على اللي عرفته، بس مكانش معايا الموبايل!
أخدت تاكسي ورحت المستشفى، وهناك ماما قابلتني وهي بتعيط..
مكنتش قادرة تتكلم معايا وباين إنها مصدومة!
وبعدين شفتهم بينقلوا واحد على سرير متحرك للعناية!
أنكل كمال اللي بيساعدنا!!!
...
كان شعره أبيض بزيادة!! ولونه شاحب..
وبعد ما ماما هدت قالتلي انه اتعرض لسكتة قلبية.. لما جاله mail
Bank statement
رصيده كان صفر!
..
أخدت ماما وروحت البيت..
وقالتلي انها محتاجة تستريح.
سيبتها ودخلت أوضتي، اترميت على السرير وأنا راسي هتنفجر من كتر الأفكار..
بس مش خايفة.
ناس كتير بتتأذي وأنا اللي بدأت ده..
وأنا اللي لازم أوقفه!
ببص على المكتب بتاعي لقيت موبايلي واللاب توب!
معرفش جم ازاي لحد أوضتي!
ومعرفش لو فعلا اللي حصل للراجل الغلبان ده حصل بسبب رصيده وسرقة فلوسه ولا بسببه.
كنت عارفة انه أكيد سايبلي رسالة أو هيكلمني.
فتحت الموبايل بس مكنش فيه أي حاجة!
فتحت اللاب توب لقيت عليه صورة نهى.. باك جراوند وشريطة سودا على الصورة!!
تايمر اللاب توب كان شغال
كان بيعد عد تنازلي 15 دقيقة!
ماما بدأت تاخد اجراءاتها وتكلم البوليس، والمرة دي فيه حد اتأذى وحصلت سرقة! وكمان اختفاء نهى كان اتأكد!
بس أنا كنت عارفة إن أنا الوحيدة اللي ممكن أوقف كل ده.
بعت رسالة في الشات ليه،
"كلمني"
وقبل ما تفوت الثانية كان بيتصل..
كان ساكت كالعادة، وبدأت أنا أتكلم..
"أنا معرفش إنت مين، بس عارفة إنك ممكن تعمل أي حاجة، وعارفة إنك عاوز حاجة.. وأنا مستعدة أعمل أي حاجة بس متأذيش حد بسببي تاني.."
قفل المكالمة!
ولقيت رقم غريب بيرن عليا! فتحت..
سمعت صوت نهى!!!
- أسماء! أسماء .. أنا معرفش أنا فين، تعالي خديني! .. معرفش ايه اللي جابني هنا!
قفل الخط بسرعة!
كنت هتجنن لما سمعت صوتها..
وبعدها لقيت رسالة في الشات منه..
خريطة مكان، وكلمة "نهى"
من غير ما أفكر طلعت من غير ما ماما تعرف وأخدت عربيتها، شغلت ال GPS
وبدعي إن نهى ميجرالهاش حاجة بسببي!!
وصلت المكان كان على السريع!! مكان فاضي ومفيهوش أي حاجة غير بنزينة، دخلت لقيت نها جوه!
جريت عليها وفضلت حاضناها، وأنا بعيط.. هي كمان كانت حالتها سيئة جدا.. وايديها كلها متعورة، ومتعلمة مكان إبر!!
أخر حاجة فاكراها إنها كانت نايمة عندي وبعد كده محستش بأي حاجة غير لما لقت نفسها على الطريق.. فدخلت البنزينة. مكانتش فاكرة أي حاجة!
أخدتهاا ودخلت العربية وكنت عاوزة أبعد بسرعة بيها..
بعد ما دخلتها، كلمني..
قالي "ما تركبيش"
- حرام عليك، أرجوك سيبني أوصلها، أرجوك سيبنا في حالنا وسيبنا نمشي!!
- ما تركبيش.. ما تمشيش..
- بص صدقني هعملك كل حاجة انت عايزها بس سيبني أروح!! قولي انت عاوز ايه!!
- عايزك!
قفل.. وبسرعة جريت على العربية عشان أركب وأمشي..
جيت أشغلها، مكانتش بتتحرك!!
عرفت ان مفيش حل تاني. كان لازم أنزل.. كان لازم أفضل.. معاه!
....
- نهى ركزي معايا، لازم توصلي البيت.. لازم تنقذيني.. ماما.. قولي لماما إني بحبها أوي!
* أنا مش همشي وأسيبك مهما حصل!!
- مش هينفع! مش هينفع آجي معاكي.. أرجوكي ارجعي لماما وقوليلها تلاقيني.. وقوليلها اني بحبها..
* أسماء!!
- إمشي يا نهى .. إمشي..
.......
* بعد 3 أيام في العناية المركزة، تم استدعاء الدكتورة صفاء (والدة أسماء) ، وابلاغها بوفاة المريض كمال.. بعد أن ترك لها رسالة غير مفهومة! "مكانش بني آدم"
* عادت نهى إلى بيت أسماء، وجدت رجال الشرطة، وبعد عودتهم للمكان.. لم يتم العثور عليها.
بعد مراجعة الكاميرات الموجودة بالمكان، لم يتبين وجود أسماء بالمكان في الوقت المحدد، ولا خروجها منه!
*لم يتعرف أحد الموجودين بالبنزينة على أسماء، أو يثبت رؤيتها.
* تم استعادة جميع الأموال التي تم سحبها من الرصيد البنكي لأسرة كمال!
* لم يتم العثور على الفتاة المفقودة.. حتى الآن!
________ 


©  أسماء عبد الناصر


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر