سرقت قلبه
اسمي إيميلي، عندي Kleptomania
بحب السرقة، مش لإني محتاجة، لكن السرقة بتحققلي متعة، وعندي تجاهها شغف..
حاولت كتير أتعالج، لكن مكانش العلاج بيجيب نتيجة،
أهلي هجروني بسبب المشاكل اللي سببتها لهم.
عايشة لوحدي من فترة طويلة..
ومش بلاقي مشكلة في مصاريفي، لإن عندي اللي يكفيني وزيادة..
لما بعدت عن أهلي بطلت أبص للي عندي إنه مرض،
استسلمت لرغبتي وحررت نفسي من المسمى ده.. واستبدلت المرض بالموهبة. أنا كنت موهوبة، ولا مرة اتمسكت، ولا مرة فشلت..
الحياة حبت تسخر مني، ومرة موبايلي اتسرق!
أنا اللي بسرق الناس، اتسرقت!!
كنت واقفة في طابور الكافيه بشتري قهوة، فجأة مالقتش موبايلي مكانه..
شوفته خارج من الكافيه، لابس هودي وبصلي بطرف عينه، وهو بيسرع خطواته، عشان يهرب..
حرامي شكله تقليدي، سهل يتعرف..
مشيت وراه من غير ما ياخد باله..
عرفت مكانه، وقررت إني أعرفه بنفسي، وأرد كرامتي..
بالليل كنت موجودة في شقته، سرقت أكتر حاجات مهمة عنده، حاجات مسروقة! وأخدت تليفوني..
سيبتله على التلاجة ورقة فيها رقم تليفوني وسمايلي فيس
رجعت البيت وفردت الحاجات على السرير..
كنت مبسوطة جدا ومستنية مكالمته..
تاني يوم الصبح كلمني وهو هيتجنن.. ومن هنا ابتدت قصتنا.. قصة حبنا الحزينة..
عشنا سوا،
مستوايا كان بيتحسن، وكنت ببقى أغنى..
الوحيد اللي كان بينافسني كان روبن.. حرامي ذكي.. بس معندوش موهبتي وخبرتي..
حبنا كان بيزيد يوم عن يوم، وعمليات السرقة كانت برده بتزيد..
مفيش أجن في الحياة من شخصين بيحركهم شغفهم..
سرقنا حاجات كتير سوا.. بيوت، بنوك، عربيات، أشخاص.. بس أخر وأغرب حاجة سرقناها كانت أعضاء بشرية..
صديقنا الطبيب كان عامل معانا اتفاق، هنستقبل منه تليفون، من غير ما حد يحس هننقل الأعضاء دي لمكان تاني، وناس تانيين هو متفق معاهم..
كان مطلوب مننا الحذر والسرعة، وعشان كده كنا مناسبين جدا للعمل ده.
بأعترف كان عمل غير أخلاقي.. بس أنا أخدت جزائي..
كل اللي كان مطلوب مننا هو نقل الأعضاء النشطة للشخص المتبرع من مكان لمكان.. كل الترتيبات التانية تكفل بيها صديقنا الطبيب.
الوقت دايما كان ضدنا..
بعد ما قمنا بـ 7عمليات زي دي.. روبن عرض عليا الجواز..
قررنا نسافر ونبطل الشغل مع الدكتور ده..
بس ابتزنا.. وهددنا بشريط فيديو لينا واحنا بننفذ أخر عملية..
لحسن الحظ روبن كان مسجل مكالماته مع الدكتور.. وقدر يخليه يسكت تماما..
بس أنا.. شغفي غلبني!
ما أنكرش إن روبن ملى حياتي سعادة، وخلاني مبسوطة
كان نفسي أبني عيلة معاه، حتى لو مش هسرق تاني أبدا..
كان هو أهم من أي حاجة تانية..
بس بعد كل اللي عملته، كان لازم أنهي مشواري لوحدي، من غير روبن.. وعدت نفسي إن دي هتكون أخر مرة..
قررت أقوم بأخر سرقة لوحدي، وعلشان روبن ما يشكش في حاجة
قولتله اني مسافره عشان أجهز نفسي قبل فرحنا، وأشتري حاجات جديدة..
وصلني للمطار.. وقفلت تليفوني.. بما اني هكون على طيارة وهمية!
استنيت نص ساعة .. وغيرت في شكلي زي كل مرة، عشان ما يتمش التعرف على هويتي... وبدأت في التحرك..
في المستشفى قبل ما أبدأ تنفيذ.. ولأول مرة
الدكتور قالي ان المرة دي فيه أكتر من شخص، واني هضطر أستنى..
وعرفني على دكتور تاني شغال معاه!
قررت أستنى!
لحد ما جات اللحظة ونفذت المطلوب مني..
خرجت واتحركت بالعربية سلمت الأعضاء، واستلمت الفلوس..
بعدها
فتحت تليفوني..
لقيت رسالة صوتية من روبن.. صوته منهك.. كإنه بيطلع في الروح.. قالي أنا آسف..أنا عملت حادثة.. انا مش متأكد لو هقدر أعيش.. بس إعرفي إني بحبك..
إيميلي إنتي سرقتي قلبي.
جريت ادور على المستشفى اللي دخلها..
انا كنت هناك!
كنت معاه..
أول ما ظهرت قدام الدكتور
عرف أنا جاية ليه، قالي إن الدكتور التاني هو اللي كان مع روبن..
وانه مكانش يعرف..
قالي انه كان ميت على كل حال..
نقلت قلبه، وأعضاء تانية من جسمه..
أنا شاركت في تعذيب روبن!
قالي إن قلبه وقف قبل ما يتزرع في جسد تاني!
..
مقدرتش أستحمل كل ده، قتلته.. وده سبب وجودي هنا ..
..
أنا أخيرا فقدت شغفي بالسرقة.. أخيرا اتعالجت.. ما بقتش عاوزة أسرق تاني!
عشان أنا بالفعل سرقت أغلى حاجة في الوجود.
سرقت قلبه.
Literally, I stole his heart.
©أسماء عبد الناصر
تعليقات
إرسال تعليق