ستوديو المستقبل


اسمي عمرو محمد، أبويا الله يرحمه كان مصوراتي.. كان عنده ستوديو اسمه ستوديو المستقبل.. 
وأنا لسه في الكلية أمي باعت كل عدة أبويا والاستوديو عشان نعرف نصرف ونعيش.. والكراكيب اللي ما اتباعتش فضلت في أوضة التحميض بتاعته.. 
بعدها أمي توفت، وفضلت لوحدي في البيت.. 
كل الحكاية بدأت من سنة .. كنت خريج ومش لاقي شغل، في يوم وأنا قاعد على النت، 
لقيت صفحة بتبيع حاجات قديمة.. كنت بتفرج عادي، مش هشتري عشان معاييش فلوس..
بس لقيت كاميرا فيلم قديمة، ب 500 جنيه بس!
أنا بحب التصوير جدا، فجات في بالي فكرة إني أبدأ أصور.. أي حاجة.. وأعمل صفحة أعرض عليها الصور..
وأشتغل كمان في تصوير الأفراح.. وده هيساعد في مصاريفي شوية.. وقلت يمكن شغل النت ينفع أكتر من الاستوديو..
مكانش معايا غير 200 جنيه.. كلمت الصفحة وحجزت الكاميرا، كان مفروض إني هستلمها في البيت، والدفع أونلاين
اتصلت بأمجد صاحبي، قلتله اني محتاج 300 جنيه سلف ضروري ومعايا 200 .. ويساعدني أشتري حاجة من على موقع على النت بالفيزا كارد بتاعته.. وافق ودفعت والتسليم كان بعد يومين..
ما استنتش اليومين، وعملت صفحة وسميتها
Future Photography
حطيت صور كنت بصورها عادي بالموبايل، والناس عجبها تصويري فعلا.. وبدأ يبقى فيه تفاعل..
..
الساعة 3 العصر لقيت الباب بيخبط.. كنت لسه نايم، بعد شوية قمت فتحت، لقيت عامل التوصيل.. أخدت منه العلبة ومضيت على استلامها..كان عليها كارت الموقع، دخلت وفتحت العلبة كان جواها الكاميرا، كنت متوقع إني ألاقيها مكسورة أو مش بتشتغل أصلا..
بس كانت العدسات سليمة، والفلاش شغال، بكر الزووم تمام..
قمت أشوف حاجة أصوّرها في البيت، كان كله مكركب، ومفيش حاجة ينفع تتصور غير فازة عليها ورد كان شكلها حلو جدا..
كانت جنب الشباك، ظبطت المفرش، والإضاءة كانت داخلة كويسة جدا من الشباك، وأخدت الصورة.. وقلت لازم أظبط أوضة التحميض بتاعة أبويا عشان أستخدمها كان لسه فيها أزايز وورق حساس كتير..
لحد ما يكون معايا فلوس أجيب كاميرا رقمية، وعدة طباعة وأرتاح من كل الموال ده بعد كده..
شكل صورة الفازة كان حلو جدا ، وكنت متحمس.. دخلت ألبس وقررت أنزل آخد كام صورة، وأنا جوّه سمعت صوت حاجة اتكسرت في الصالة..
طلعت لقيت الفازة مكسورة، عيل من اللي بيلعبوا في الشارع حدف طوبة دخلت من الشباك وأنا كنت ناسيه مفتوح..
قلت كويس إني لحقت آخدلها صورة قبل ما تتكسر..
نزلت وأخدت صورة قطة واقفة جنب جدار، صورة بنت صغيرة بتضحك وماسكة بلونة في إيديها.. وكل حاجة عيني بتيجي عليها كنت بحاول آخدلها لقطة كويسة..
لما تعبت جبت عشا وروحت البيت، بدأت أحمّض الصور، وعلقتهم لحد ما ينشفوا، وطلعت أتعشى..
بعد ما خلصت عشا، شفت فيلم .. وقبل ما أنام دخلت أشوف الصور..
لقيت حاجة غريبة!
صورة الفازة كانت وهي مكسورة!! أنا متأكد إني مصورها قبل ما تتكسر!
صورة القطة كانت واقفة فوق الجدار.. البنت اللي صورتها كانت بتعيط وبقايا البلونة في إيدها بعد ما فرقعت!.. حتى بقية الصور كانت كده!
رجعت أشوف الصور على الفيلم كانت عادية جدا، زي ما لقطتها!
كان فيه لكل صورة لقطتين.. لقطة زي ما صورتها، ولقطة غريبة ما صورتهاش!
قعدت طول الليل وأنا خايف!
أنا عارف اللي حصل للفازة
بس مشوفتش اللي حصل للحاجات التانية اللي صورتها!
فتحت الصفحة بتاعتي، ولسه مستوعب حالا إني مسميها Future photography
إترعبت أكتر! .. أنا كنت بحاول أستخدم نفس اسم استديو أبويا..
بس حرفيا ده كان معنى Future photography
في اليوم ده ما نمتش!
فضلت أصور حاجات في البيت، وأحمضها.. مكانش بيبقى فيه اختلاف!
أخدت صورة لنفسي.. وحمضتها، أه .. كان فيه اختلاف!
اختلاف رعبني!
الصورة اللي حمضتها كان وشي مليان ضرب، وكدمات, وشفايفي نازل منها دم..
عيني وارمة..
كنت خايف من اللي شفته، خايف لو هعيش ده فعلا..
تاني يوم كان فيه فرح جنبي بشارعين.. حبيت أجامل صاحبي العريس فرحت أخدت كام صورة من الفرح.. عارف اني ممكن أشوف حاجات غريبة.. بس على أد ما كنت قلقان من اللي هشوفه، كان عندي فضول..
أخدت صور للمعازيم، صور للعريس والعروسة، صور للعروسة مع صاحباتها،
صورة للعريس مع أبوه وأمه.. وصور تانية
رجعت البيت ومستني الصور تبان..
فردت الفيلم، ورصيت الصور فوقه بنفس الترتيب على الترابيزة..
مكانش فيه وجود للعريس والعروسة في كل الصور!
جسمي كله قشعر.. حسيت إن فيه حاجة هتحصل ليهم.. أنا مش فاهم! .. بس حاسس إن فيه حاجة هتحصل!
نزلت تاني بسرعة.. أخدت الطريق جري.. كانت الناس واقفة تتفرج على العربيات وعربية العريس وهي ماشية في الزفة..
عربيات كتير ودوشة أكتر، على الأقل كانت كل حاجة تمام..
بعد ربع ساعة
سواق العربية فضل يخمس ويرقص بالعربية.. فجأة فقد السيطرة العربية اتقلبت! .. عربية تانية كانت جاية بسرعة جدا خبطت فيهم!..
أنا فاكر اليوم ده كويس.. ما نمتش
بس فهمت.. فهمت اللي بيحصل.. واللي ممكن أعرفه..
مكنتش بخرج للبيت لمدة أسبوعين..
كل ما أصور نفسي، أشوف نفس الحاجة علامات ضرب وكدمات في وشي
فتحت الصفحة لقيت أوردر شغل.. كان فيه إيفنت في فندق لمدة 3 أيام، طلبوا مني تصويره..
كنت محتاج للفلوس جدا فرُحت.. قابلت بنت جميلة اسمها ندا كانت هي المسئولة عن تنظيم اليوم ده.
قالتلي ان هي متابعاني على الصفحة وهي اللي رشحتني. إدتني شنطة فيها عدة للشغل.. كاميرا ديجيتال، محتاج أحوّش 3 سنين عشان أقدر أشتريها.. وكل حاجة هحتاجها كانت موجودة..
اتكلمنا شوية مع بعض، وبعدين بدأت تنشغل.. فضلت ألف في المكان، آخد صور .. صور بكاميرتي اللي معلقها في رقبتي.. وصور بكاميرا الشغل..
أخدت صور ليها من غير ما هي تحس.. الناس بدأت تيجي.. وأنا بلف في المكان وآخد صور..
اليوم خلص وكان باقي يومين.. قبل ما أروّح ندا جات تكلمني..
- ها إيه الأخبار؟
• تمام، ان شاء الله أوريكي الصور بكرة..
- عظيم جدا، أنا متأكدة إن الصور هتكون تحفة.
• أتمنى..
- ممكن رقمك عشان لو حصل حاجة أكلمك؟
• أه طبعا، هاتي تليفونك أسجله..
- تمام أنا كمان رنيت عشان تسجل رقمي..
روّحت وكنت مبسوط.. أول مرة من زمان حاجة كويسة تحصلي!
كالعادة، حمضت الصور،
فردت الفيلم وفوقيه الصور بنفس الترتيب..
كان فيه اختلافين بس في الصور.. أنا وندا سوا في صورة أنا صورتها ليها لوحدها، وصورة تانية فيها شخص أنا ماشوفتوش امبارح..! شخص مكانش موجود أصلا..
تاني يوم اتصلت بندا، وقلتلها إني عاوز أوريها حاجة!
وصلت كانت بتشتغل، وريتها صورتنا!
ابتسمت وبعدين استغربت!
- مكنتش أعرف إن ليك في الفوتوشوب!!
• بس دي مش فوتوشوب!
- أومال ببرنامج إيه!
• طيب هفهمك بعدين بس بصي الصورة دي!
- يا نهار مش فايت! هو جه إمبارح! إنت شفته إمبارح كان هنا! أنا ازاي ما أخدتش بالي!!
• اهدي اهدي، أنا معرفش ده مين أصلا ولا هو جه! .. هو لسه هييجي!!
- نعم!!
• بصي أنا معرفش لو ده كان مهم بالنسبالك ولا لأ.. بس أنا حسيت اني لازم أقولك..
- تقولي ايه مش فاهمة! .. إيه الصور دي والراجل ده انت شوفته امبارح ولا لأ!؟
• يا ستي مجاش، لسه هييجي! .. بصي أنا عارف إن الكلام ده أشبه للجنون.. بس أنا الكاميرا بتاعتي بتصور لقطات محصلتش! .. لقطات لسه هتحصل..
- عمرو انت فايق!!
• أنا مش مجنون! .. الصور قدامك أهي، لو عاوزة تصدقي صدقي..
- آه! .. الصور باينة حقيقية! .. أنا وانت متصورناش فعلا! ..
الراجل ده لو جه هنا هتحصل مصيبة! .. بص، ده كان شريك قديم في الشركة اللي أنا بنظم الايفنت بتاعها، أنا شغالة معاهم من زمان جدا..
الراجل ده ممنوع من دخول الإيفنت وكل الـ staff عارفين الكلام ده..
آخر مرة اتهجم على صاحب الشركة وكان عاوز يقتله، بس حلوها ودي واللي عرفته انه مبلغش عنه مقابل انه يتنازل عن نصيبه والأسهم بتاعته بيع وشرا مقابل حاجة هايفة جدا! الراجل من ساعتها وهو فاقد عقله وبيهدده ينتقم..
يعني لو زي ما بتقول! .. لو زي ما انا شايفة !! والراجل ده دخل لحد هنا يبقى هتحصل مصيبة!
• عشان كده جيت قلتلك..
- عمرو أنا مش عارفة أقول ايه! .. بس أنا لازم أعرف حد انه هييجي!
• طبعا ما ينفعش! هتروحي تقوليلهم انا جايبة مصور صور حاجة لسه هتحصل وبيقولكم خدوا بالكم!!
- لأ .. مفيش حد هيعرف أوعدك.. أنا هتصرف. كمل انت شغلك وعرفني لو حصل حاجة..
رجعت كملت شغل أخدت صور للناس ولكل حاجة..
اليوم عدى على خير، وفي نهاية اليوم وقفت اتكلمت مع ندا..
- الحمد لله محصلش حاجة، أنا كنت قلقانة طول اليوم من اللي انت قلته!
• الحمد لله عدت..
- ممكن تحكيلي كل حاجة؟
• عن ايه؟
- عن الصور! .. الكاميرا .. ده بيحصل ازاي!
قعدنا أكتر من ساعتين بنتكلم حكيتلها عن اللي حصل من أول ما جبت الكاميرا، عن العريس والعروسة اللي كنت بصورهم، عن الصورة اللي باخدها لنفسي!
رغم ان كل الكلام كان صعب يتصدق، بس هي كانت مصدقاني!
- تفتكر صورتي أنا وإنت ليها معنى؟
• أنا متأكد إن ليها معنى..
- اممم طيب انا لازم اروح دلوقتي، ولو فيه أي جديد كلمني..
• لا استني..
- ايه!
• ناخد صورة سوا؟
- موافقة..
بعد كده مشيت ندا بسرعه،
وأنا كنت خلصان، روحت عملت الصور.. ولما كنت مستنيهم راحت عليا نومة على الكنبة..
محستش بنفسي غير تاني يوم الصبح الساعة 11.. كنت متأخر جدا.. موبايلي فاصل .. والمفروض أكون موجود في المكان من ساعة ونص..
دخلت غسلت وشي، ولبست بسرعة .. ورحت أشوف الصور بتاعة إمبارح..
قلبي اتقبض.. ندا مكنتش موجودة في الصور اللي صورتها..
نفس الراجل موجود في كل صورة..
و مش ندا لوحدها اللي مختفية! ..
شفت صورة من الصور كانت الساعة فيها في الخلفية 12 وربع بالظبط
جريت بسرعة وكان لازم المرادي ألحق.. لازم المرادي أقدر أعمل أي حاجة!
كنت عادة باخد في الطريق نص ساعة، بس الطريق كان زحمة جدا.. فإتأخرت
دخلت الفندق وأنا بجري.. ندا قابلتني وسألتني:
- اتأخرت كده ليه!
• أنا شفته جاي.. شفته هنا.. واللي هيحصل مش كويس!!
- متقلقش .. أنا بلغت حد من المسئولين امبارح.. وقلت للريّس اني عرفت انه هييجي، والأمن عامل حسابه..
• بس اللي انا شفته كان حقيقة..
- متقلقش يا عمرو، ابدأ انت شوف شغلك وكل حاجة هتبقى تمام..
خرجت الكاميرا،
وبدأت أصور .. لحد ما جات الساعة 12 وربع
كنت بلف في المكان وآخد صور.. فجأة شفته..
جريت لحد عنده كان طلّع المسدس بالفعل!. بدأ يضرب في كل مكان بعشوائية، وانا ماسك في ايده، لحد ما المسدس وقع، فضل يضرب فيا وانا اضربه، كان أقوى مني، بس أهم حاجة كنت بعدت المسدس من ايده..
لحد ما الأمن جه وبعدوه..
..
مكنتش قادر أتحرك من مكاني! واحد من الناس اللي كانوا حاضرين اتصاب بطلقة في دراعه..
جات ندا بسرعة لعندي تقومني..
- عمرو انت كويس!!
• كويس، المهم انتي كويسة!
- أنا كويسة.. كويسة.. المهم انت
• آه .. على الأقل عرفت، أنا بشوف نفسي مضروب ليه
- ههههه .. هتبقى كويس..
.. بعد الإيفنت ما خلص، أخدت الكاميرا الديجيتال والعدة اللي كنت بشتغل بيها كهدية من صاحب الإيفنت. غير أجري اللي زاد لما الصور في أول يومين عجبتهم جدا..
مبقتش أشتغل بالكاميرا القديمة.. وخليتها في أوضة التحميض زي ما هي..
رجعت لأمجد الفلوس اللي استلفتها منه، والصفحة كانت شغالة كويس جدا.. والشغل زاد..
أنا وندا فضلنا نتكلم، ونتقابل ونشتغل مع بعض كتير في ايفنتات هي بتنظمها .. بعد 4 شهور اتخطبنا.. وفرحنا كمان 5 أيام..
بس أنا خايف..
أنا قررت أحكيلكم حكايتي، عشان مش عارف ايه اللي هيحصل بعد شوية! ومش عارف لو كنت محظوظ كفاية عشان قدري يتغيّر!
كنت بصور ندا وأصور نفسي عشان كتب الكتاب.. واتصورنا كمان سوا.. بالكاميرا بتاعتي، كنت حابب أشوف لحظاتنا الحلوة اللي جاية!
بس أنا مطلعتش في الصورة! ..
أنا اختفيت من كل الصور..
-تمت- 

©أسماء عبد الناصر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر