الساحرة

وأنا صغيرة جدتي أم أبويا كانت أقرب شخص ليا، أبويا وأمي دايما بيروحوا الشغل ويسيبوني معاها..
كانت بتحبني أكتر ما بتحب بابا نفسه.. دايما كانت تقول إنتي أغلى حاجة القدر بعتهالي.. إنتي هدية..
كان ليا عمة.. بس ماتت بعد عيد ميلادها الـ 18 
بابا حكالي إنها قبل ما تموت كانت كإنها حاسة.. وتعبت جدا قبلها .. 
وإن فيه حاجات كتير بتاعتها، هتكون ليا لما أكبر.. 
لما ماتت عمتي ساعتها جدتي إتغيرت.. بابا حكالي إنها حزنت عليها وبقت تعيط لحد ما فقدت بصرها.. لإن دي مكانتش خسارة جدتي الوحيدة!
جدتي خسرت أختها برده بعد عيد ميلادها الـ 18
ساعات بنسى إن جدتي مش بتشوف.. يمكن لإنها حافظة كل ركن في البيت!
مثلا في مرة كنت غضبانة علشان كدبوا عليا وما كنتش هسافر معاهم.. يومها جريت بعيد عنهم واستخبيت..
فضلوا يدوروا عليا.. وبعدين لقيت جدتي قدامي.. قالتلي مش كفاية لحد كده؟ الليل داخل علينا.. أنا سيبتك لحد ما تهدي!
كانت حافظاني .. دايما بتلاقيني.. وبتخاف عليا.
أول يوم ليا في المدرسة، مكانتش عاوزاني أروح!
فضلت تقول لبابا يسيبني وهي هتعلمني.. كانت خايفة عليا جدا..
لكن أنا كنت متحمسة.. وهي قالتلي إنها هتاخد بالها مني.. حتى لما أبعد عنها.. هتكون محاوطاني بحبها..
أول يوم ليا في المدرسة مش ممكن أنساه.. لإن اللي حصل فيه كان غريب جدا.
كل الولاد كانوا بيبعدوا عني بطريقة غريبة! حتى الولد الوحيد اللي جه يتعرف عليا في نص اليوم تعب وروّح البيت.
كنت وحيدة تماما..
بعد أسبوع بقى ليا صديقة إسمها لارا
لارا كانت بنت ذكية جدا، علشان كده إتجمعنا.. لإننا كنا نشبه لبعض.
كنت برجع من المدرسة كل يوم أحكي لجدتي عن كل حاجة.
كانت بتكون مبسوطة إني بحكيلها .. ولو يوم نسيت تفكرني وتخليني أحكي اللي حصل. لمدة 3 سنين كانت بتسمعني كل يوم
محدش كان بيخاف عليا أدها..
عشان كده قررت أقولها إني معجبة بولد زميلي وعاوزة أكلمه!
كان ردها غريب! .. حذرتني منه، قالتلي إن كل الولاد نواياهم سيئة.. وإني لازم أخلي بالي من نفسي..
سمعت كلامها.. زي السحر .. لإني كنت بحبها أكتر من أي حاجة تانية..
عدت سنين.. وجدتي كان بيبان عليها التعب أكتر.. كنت خايفة أفقدها
لدرجة إني كنت بعيّط مرة على تعبها.. مسكت ايدي وقالتلي متخافيش عليا..
إكبري وخلي بالك من نفسك وأنا هكون موجودة.. أنا مش هسيبك أبدأ.
بقى عندي 17 سنة، بعد عيد ميلادي.. كريس طلب يتكلم معايا.. كنت خايفة جدتي تعرف إني واقفة معاه وماما تقع بلسانها وتقولها إني واقفة مع كريس
كريس اعترفلي بحبه! واتفقنا نتواعد.. كنت مبسوطة جدا وأسعد واحدة في الكون
كان أجمل عيد ميلاد مر عليا..
تاني يوم كنت رايحة المدرسة، جدتي ندهت عليا
قالتلي أحكيلها عن اللي عملناه في عيد الميلاد ومين حضر.
حكيتلها كل حاجة، إلا عن كريس..
بس حسيت إنها كانت منتظرة تسمع أكتر..
ضغطت على أسنانها، وسألتني: "بس؟"
حسيت برعشة خفيفة وخوف، وقولتلها أيوة بس!
كإنها كانت عارفة قبل حتى ما تسألني!
لارا كانت وصلت ورحنا المدرسة سوا..
كنت منتظرة أشوف كريس، ومتحمسة أشوفه.. بس لما وصلنا عرفنا انه كان مع باباه في العربية وعملوا حادثة! وكريس حصله كذا كسر في جسمه!
أول ما عرفت كنت منهارة.. ساعتها لارا فضلت تهدّيني ..
وقررنا نروح نشوفه في المستشفى..
أخدنا وقت على ما عرنا ندخل.. كريس مكانش عاوز يبص في وشي!
طلب مني أمشي!!! ومكانش راضي يتكلم معايا..
قلبي وجعني عليه، ومنه!
قررت أمشي..
كان الغضب ماليني! مش عارفة ليه بيحصل معايا كده..
لارا بهزار قالتلي: "كل اللي بيحاول يقرب منك بيجراله حاجة!"
الكلام دخل عقلي مخرجش منه!
ده اللي بيحصل معايا فعلا.. بس ليه!!
حكيت لجدتي كل اللي حصل.. كانت مبسوطة! ..قالتلي لو بيحبك مكانش كلمك بالطريقة دي! .. إنسي.. وأنا حذرتك من كل الولاد.. هيكسروا قلبك. الأيام عدت وأنا مليانة غضب.. وتساؤلات..
كانت أسوأ شهور مرت عليا..
لحد ما حصل الأسوأ..
كان فاضل 3 أسابيع على عيد ميلادي الـ 18 .. بابا وماما كانوا خارج المدينة، حسوا بالذنب علشان مش هيكونوا معايا في يوم مهم زي دا.. بس أنا أقنعتهم إني هكون كويسة، وانهم مش لازم يلغوا خططهم.. وإن الحفلة هتكون ألطف من غير وجود أولياء أمري!!
..
بدأت أحلم أحلام غريبة.. كان حلم واحد بيتكرر ..
بحلم ببنت جميلة تقريبا أدي.. لابسة فستان أبيض.. حافية..
شعرها مفرود وفيه وردة بيضا زي اللي جدتي كانت بتحب تزرعه في الجنينة معايا وأنا صغيرة..
بتديني سلسلة وتلبسهاني.. واقفة جنب صندوق، بتبصله، وبعدين تبصلي!
.. كان حلم غريب واحساسه أغرب!
فضلت أحلم بيه طول الأسبوع!
جدتي كان التعب زاد عليها جدا.. رحت أجبلها الدوا من أوضتها
لقيت زهرة بيضا محطوطة على كتاب جنب السرير..
فتحت الكتاب.. مكانش كتاب بالإنجليزي أو أي لغة أعرفها..
بفّر في الكتاب.. لقيت صورة بنت..
صورة البنت اللي بتجيلي في الحلم!!!! مبقتش مستوعبة!
أخدت الصورة والكتاب وخبيتهم من جدتي. زي ما بقيت بخبي كل حاجة
قبل عيد ميلادي بيومين ..
بابا قالي إن هديته مميزة السنة دي وإن أنا هحبها..
وعشان يعوضني عن غيابهم.. قرر يديهاني بدري..
كنت بكلم بابا على التليفون.. وبيوصفلي طريق الهدية.. قالي بلاش أقول لجدتي عن الهدية لحد ما هي تديني هديتها عشان ما تغيرش منهم! أو تحس إن فيه حد بيدلعني أكتر منها!
دخلت أوضة بابا لقيت تحت السرير صندوق هدايا..
- أفتحه؟
* لا لا .. لازم طقوس الأول.. دي مش بس هديتي، دي هدية عمتك..
- عمتي!
* قلتلك إنك لما تكبري هتاخدي حاجاتها.. قبل ما تموت وصتني لو جبت بنت هي اللي تاخد حاجاتها.. حتى مذكراتها.. بس إوعي جدتك تشوف اي حاجة من دي.. إنتي عارفة هي أد ايه بتحزن عليها كل ما بتيجي سيرتها..
فتحت الصندوق كان جواه صندوق تاني!! صندوق زي اللي كان في الحلم بالظبط
فتحته
لقيت صور كتير لعمتي.. نفس البنت اللي كنت بشوفها في الحلم!!
لقيت نوتة مذكراتها وأوراق كتير بنفس لغة الكتاب اللي لقيته في أوضة جدتي!!
لقيت سلسلة الدلاية على شكل مثلث.. فضية..
قفلت أوضة بابا عليا.. وقعدت على الأرض.. بدأت أشوف الحاجات اللي في الصندوق.. رسومات لبنات شكلها غريبة!
ورقة عليها دم.. وكلام مش عارفة أقراه!
فتحت مذكراتها..
بدأت أقرا .. بتكتب عن والدها (جدي)
كاتبة عن حبها الأول.. عن إنه مات غرقان بعد اعترافه ليها !!!
جسمي قشعر وأنا بقرا حسيت انها بتتكلم عن حياتي.. نفس الرفض، الوحدة، الغموض!
الشئ الوحيد المختلف إن هي كانت علاقتها سيئة بأمها !!
وأنا مش بحب حد أد جدتي!
لحد ما وصلت لآخر صفحة كان مكتوب فيها سطر واحد! سطر دمعت وأنا بقراه..
"أمي دمرت حياتي.. قتلت أختها.. قتلت كل اللي حبيتهم.. وهتقتلني...."
..
ساعتها حسيت بتنميل في أطرافي.. كإني إتشليت!
فكرة إني أتخدع في أكتر حد حبيته في حياتي كانت مرعبة!
كل كلمة في المذكرات كانت تشبه لحياتي.. كان لازم أصدق عمتي..
بعد ما هديت شوية كلمت بابا ..
- بابا إنت عارف إيه اللي جوا الصندوق؟
- لأ ! بس عارف ان فيه مذكرات عمتك وحاجاتها الخاصة..
- عمرك ما الفضول سيطر عليك وحاولت تقرا اللي هي كاتباه أو تشوف أي حاجة!
- حبيبتي، عمتك وأمي كانت علاقتهم سيئة جدا ببعض.. مكانش فيه حد تاني تثق فيه غيري.. وأنا كنت بحاول أكون أد ثقتها.. صدقيني كان نفسي أقرا حياتها من وجهة نظرها.. بس ده مكانش هيرجعهالي..
وحتى وهي ميتة قررت أكون أد ثقتها وأنفذ اللي طلبته مني بالظبط.
- طلبت إيه! .. احكيلي كل حاجة!
- قالتلي إنها حاسة إنها تعبانة جدا.. وإنها بتحبني جدا.. وإن حياتي هتكون هادية وجميلة.. مش زي حياتها، وطلبت مني أوعدها إني لو اتجوزت وخلفت بنت.. هي اللي تورث حاجاتها.. وانها متخليش أمي تعرف أي حاجة عن مذكراتها أو عن اتفاقها معايا.
- طب ليه ما ادتنيش الحاجات دي من زمان، وكانت فين!!
- بعد موتها رحت أودعتهم في خزنة.. كان مفروض أديهم ليكي لما تكملي 17 سنة.. بس مفرقتش أديهم بقوا ليكي.. هي الهدية معجبتكيش!؟
- بالعكس يا بابا.. عجبتني جدا.. وشكرا على تذاكر السينيما .. أنا هخرج مع لارا النهاردة وممكن أفضل عندها في البيت..
- طيب وجدتك!؟
- جدتي هتكون كويسة! .. هي دايما كويسة.
حاولت على أد ما أقدر أتصرف على طبيعتي،
جدتي كانت قاعدة بتتفرج على التلفزيون.. استأذنت منها أخرج ورفضت.. ساعتها فقدت أعصابي!
بس حاولت أتحجج بفيلم السينما.. واترجيتها وطمنتها إني هخرج مع لارا
كلمت لارا قدامها..
- لارا، بابا أهداني تذكرتين للفيلم اللي كنا عاوزين نشوفه.. اجهزي على ما أجيلك
سابتني أخرج، رغم إني كنت حاسة إنها كاشفاني..
أخدت شنطة ضهري، حطيت الصندوق والرسومات.. والكتاب والوردة .. وكل حاجة ورحت لـ لارا البيت..
- اتأخرتي ليه، ياللا أنا جاهزة..
• لارا احنا مش هنخرج، أنا هفضل قاعدة معاكي لحد بكرة..
- مش هنخرج! .. مش انتي لسه قايلالي نجهز!
• فيه حاجة أهم عاوزاكي فيها..
- أوووكاااي بس لازم تعوضيهالي!
طلعنا أوضة لارا، فضيت الشنطة على السرير بتاعها..
وبدأت أحكيلها كل حاجة من أول الحلم اللي كنت بحلمه.. لحد الكتاب، والصندوق اللي كان هدية عيد ميلادي..
فضلنا 3 ساعات بنشوف كل حاجة تاني ، ولارا مصدومة.. مش عارفة تقولي ايه!
- ده كتاب تعاويذ!
لارا قالت كده أول ما فتحت الكتاب!
حتى الورق اللي في الصندوق فيه تعاويذ..
• وانتي عرفتي منين!!!
- أوك.. فيه جروب للقراءة على النت كنت انضميت ليه، كان معانا فيه وسيطة روحية، سألتها مرة ايه أكتر كتاب بتحبيه، فورتني حاجة زي الحاجات اللي موجودة هنا.. طبعا مفهمتش حاجة.. بس هي ترجمتلي الكلام..
• يعني هي ممكن تساعدنا!
- طبعا .. هاتي اللاب توب أكلمها..
كلمناها فيديو .. كان شكلها غريب، شعرها لونه أبيض! .. لارا بدأت توريها الكتاب وتسألها عنه
أول ما شافته اتخضت..
- إنتي إزاي لقيتي الكتاب ده!!
• كان موجود عند واحدة صاحبتنا.. المهم هتقدري تساعدينا!؟
وافقت طبعا، وبدأت أصورلها من الكتاب، وخاصة صفحة كانت بلون مختلف عن باقي الصفح.. وصور رسومات عمتي..
بدأت تترجم لنا الكلام.. وده اللي بعتته لينا:
"تخدمين الزهرة من أجل الخلود وهدايا لا تحصى، تروي الفانية زهرة الخلود بدم ثلاث عزراوات، في ذكرى ميلادهن الثامن عشر، ثلاث عذراوات يشاركنها الدم، الأولى تهديها ضعف العمر والجمال تحوّل الزهرة الخضراء إلى اللون الأحمر .. الثانية تجعلها ترى ما لا يراه بشر.. والزهرة تصبح بيضاء.. والثالثة، تعيد إليها شبابها فلا تمرض أبدا..
بدم الثلاث تتحول الزهرة إلى اللون الأسود.. تؤكل فيكون الخلود هديتك"
وكملت: التعويذة دي مش سهل تحضيرها، أعظم ساحرات التاريخ بس هم اللي قدروا يكملوها.. بالعكس معظم اللي حاولوا يستخدموها السحر إنقلب ضدهم..
لارا مسكت فيا، أنا بقرا الكلام ودمي نشف!!! وسمعت كلامها حسيت بدوار..
صديقة لارا مش مستغربة الموضوع خالص! كانت متحمسة!
سألتها طيب والورق بتاع عمتي!؟
قالتلي دي تعويذة مضادة ..
الكلام أصعب.. مش واضح كله، بس اللي فهمته، إن فيه تميمة..
هتكسر التعويذة..
بدأت تقرا الكلام: "ييلا بيندور ميزدا زوس، ييلا بيندور آثينا، ييلا شوم"
لارا مسكت السلسلة، وقالتلي عمتك كانت عاوزة تنقذك.. إنتي التالتة!
أكيد كانت عارفة اللي جدتك بتعمله وحاولت تحميكي!
رديت عليها وأنا خايفة من اللي عرفته فجأة دا!
"أنا مش هروّح البيت.. هقول لبابا.. هبلغ البوليس!!"
- ما ينفعش! .. كل ده مش هيحميكي منها!، بالعكس ممكن يخليها تنفذ خطتها أسرع!
• يعني أستنى لحد ما ألاقيها قاتلاني!!
- لا طبعا، بصي للجانب الإيجابي.. إنتي معاكي تميمة.. لازم ما تحسسيهاش بأي حاجة.. لازم تهدي وتفكري صح..
أنا هكون معاكي متخافيش، وهنقذك مهما حصل..
لارا طمنتني، رغم إني كنت حاسة إن الجاي أصعب من إني أواجهه أنا وهي لوحدنا..
فضلت أفكر في اللي ممكن يحصلّي بعد عيد ميلادي الـ 18 !
كل اللي فات كان كدب وخدعة كبيرة! .. أقرب الناس ليا كانت بتحميني عشان أنا الأضحية بتاعتها..
إزاي مكنتش ملاحظة! إزاي ما أخدتش بالي إنها بتشوف أحسن من أي حد فينا.. وإنها بتأذيني مش بتخاف عليا!
نمت ولارا كانت جنبي بتحاول تطمني..
فضلنا نتكلم عن الجامعة اللي هندخلها، وعن حاجات كتير هنعملها بعد التخرج
مكنتش حاسة إني عاوزة أسيب كل ده، مش مستعدة أسيبه دلوقتي!..
بابا كلم جدتي.. جدتي الساحرة!
وقالها إني هنام عند لارا..
حاولت تكلمني بس أنا قفلت الموبايل..
تاني يوم كنت في المدرسة وبعدها كنت خايفة أروّح..
لارا روّحت معايا وقالت لأهلها إنها هتفضل معايا طول ما أهلي مسافرين.. وعشان نقدر نعمل الحفلة سوا..
جدتي خرجت يوم عيد ميلادي الصبح.. وهي نادرا ما بتخرج من البيت!
قالتلي هتخرج عشان تجيب الهدية بتاعتي..
أنا ولارا جهزنا للحفلة لبست التميمة.. وخبتها تحت الفستان..
بشكل ما حسيت إني أأمن ..
زمايلي في المدرسة كانوا موجودين.. كريس كمان كان موجود وجابلي هدية.. وهو بيديهاني إعتذر ليا عن طريقته الفظة معايا.. ومش عارف هو عمل ده إزاي..
كان إعتذار متأخر.. بس اللي كنت متأكدة منه إن جدتي هي السبب في كل اللي حصله..
كنت أنا كمان مدينة ليه بإعتذار فسامحته..
الحفلة كانت جميلة جدا، ضحكنا كتير، والهدايا كانت كتير .. وكل ما كان الوقت بيعدّي كان قلبي بيتقبض أكتر..
يا ترى هيكون عندي وقت أستمتع بالحياة دي تاني ولا لا!
مكنتش عارفة جدتي ناوية على ايه!
بس لارا مسابتنيش ولا لحظة..
سألتني لارا واحنا قاعدين في الأوضة بعد ما كل الناس مشيوا..
"تفتكري الساحرة الشريرة هتيجي امتى؟"
ضحكت على طريقتها وقدرتها انها تسخر في أصعب المواقف..
لارا جاتلها فكرة، شدتني من ايدي وفتحت الباب وقالتلي نروح أوضة جدتي، يمكن نقدر نعرف هي ناوية على ايه!
اتسحبنا رغم ان مفيش حد غيرنا في البيت، ولسه بفتح الأوضة.. لقيت جدتي بتفتح الباب من جوّه!
اتخضينا ولارا كلبشت فيا..
- إنتي جيتي إمتى!؟
• من شوية ومحبتش أقلقكوا .. كنت جايالك عشان هديتك.. لارا خليكي..
- لا أرجوكي أنا نفسي أشوف الهدية!
مشينا ورا جدتي، ونزلنا السلم .. طلعنا بره البيت.. ولارا شاورتلي على رقبتي .. طمنتها إني لابسة السلسلة...
دخلنا الجراج.. ومنه للقبو..
جدتي فتحت النور..
كان فيه بلورة وكتاب مفتوح زي اللي أخدته من أوضتها بالظبط..
أنا ولارا بصينا على البلورة وبعدها محستش بأي حاجة..
..
فقت كنت على ترابيزة.. إيدي متكتفة..
حواليا ورد أبيض..
لارا كانت مغمى عليها جنب حيطة من حوائط القبو..
وهي كانت بتحضر حاجة وتتكلم بلغة مش مفهومة!
لما أخدت بالها مني .. قالتلي إنتي عملتي إيه!
-أنا عارفة كل حاجة!
* مش مفروض تعرفي حاجة.. مفروض تنقذيني.. تفديني بحياتك
- إنتي أذيتي اللي بتحبيهم.. أنا عارفة إن انتي اللي قتلتي أختك وبنتك، عارفة عن التعويذة!
* عارفة منين!
- بنتك كانت عارفة كل حاجة.. هي اللي قالتلي!
قربت مني.. غمضت عينيها وبدأت تحرك إيديها فوقي .. مسكت رقبتي، فتحت عينيها وطلعت السلسلة .. أول ما لمست الدلاية مش عارفة إيه اللي جرالها.. كإن الدلاية حرقتها..
بعدت بسرعة وفضلت تصرّخ .. فضلت تقول كلام مش مفهوم..
كلام زي اللي صديقة لارا كانت بتقراه علينا..
وشها بدأت التجاعيد تبان فيه أكتر، بدأت تظهر حواليها هالة سودا كبيرة ومخيفة!
كنت بحاول أفك إيدي ومش قادرة!
قربت البلورة مني.. ومحستش بعدها باللي حصل..
فقت مرة تانية.. مكانتش السلسلة في رقبتي
لما حست اني فقت قربت مني..
كان معاها سكينة لونها إسود .. نصلها عريض.. بدأت تجرح إيدي..
صرخت من الألم .. بقت تحط على كل زهرة نقطة من دمي..
الهالة اللي حواليها كانت بتكبر.. وأنا حاسة بقوتي بتروح مني.. بتقول بصوت عالي تعويذة غريبة.. بتتكلم بلغة مش مفهومة .. وأنا مش قادرة أتحرك.. مش قادرة أعمل أي حاجة..
فقدت الوعي تماما..
..
بعد 5 أيام كنت في المستشفى، بابا وماما ولارا حواليا..
وشي كان شاحب لما بصيت في المراية، كنت حاسة بضعف شديد..
بابا قرب مني وباس راسي.. اتأسفلي.. وقالي يمكن كان فضولي ينقذك من اللي حصل!! أنا آسف!
سألتهم: "إنتوا عرفتوا؟"
- لارا حكتلنا كل حاجة.. وشفت مذكرات اختي.
-
خرجوا وفضلت لارا معايا
لما خرجوا لارا حكتلي عن اللي حصل..
بعد ما أنا فقدت الوعي.. لارا كانت ابتدت تفوق.. لقتها بتحضر التعويذة.. وأنا قدامها فاقدة الوعي على التربيزة..
كانت شايفة السلسلة.. أخدتها من غير ما هي تحس..
وقربت منها .. كانت هتقتل لارا..
بس لارا افتكرت الكلام اللي صديقتها كانت بتقوله..
وهي ماسكة التميمة في ايدها فضلت تقول: "ييلا بيندور ميزدا زوس، ييلا بيندور آثينا، ييلا شوم"
"ييلا بيندور ميزدا زوس، ييلا بيندور آثينا، ييلا شوم"
"ييلا بيندور ميزدا زوس، ييلا بيندور آثينا، ييلا شوم"
- وبعدين ايه اللي حصل!!؟
• لقيتها فجأة بعدت عني.. كل الهالة اللي حواليها إختفت.. جلدها بدأ يقع! .. لون عينها بقى إسود ..تلاشت حرفيا..! بس حاجة غريبة أوي حصلت!
- ايه هي! .. التميمة كمان تلاشت معاها، دابت بعد ما قلت الكلام ده ..
• لارا إنتي أنقذتيني! .. وفيتي بوعدك 
ضميت لارا .. وكنت مبسوطة إن الكابوس ده إنتهى.. وإني قدرت أنجو من السحر الأسود اللي جدتي كانت هتقتلني بيه..
كل حاجة رجعت لطبيعتها.. بابا وماما قرروا أسافر معاهم للمدينة وننقل هناك للأبد..
كنت بكلم لارا كل يوم وأحكيلها عن حياتي في المدينة.. وهي تحكيلي عن ترتيباتها.. هندرس في نفس الجامعة وقريب جدا هرجع أشوفها.
بداية جديدة.. قلبي كان لسه مكسور، مكنتش قادرة أكره جدتي كليا.. حتى بعد اللي حصل..
بعد أسبوعين لارا اتصلت بيا..
- لارا ، عاملة إيه؟ وحشاني..
• فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها، إحنا عملنا غلط كبير..
- لارا !! .. ايه اللي بتقوليه ومالك بتنهجي كده ليه!!
• صاحبتي اللي ساعدتنا.. بعتتلي تاني إمبارح وقالتلي إنها عرفت تترجم الكلام والرسومات اللي في الصور اللي كانت عمتك سايباها ليكي..
- وبعدين!؟
• الترجمة كانت: "ينقلب السحر على الساحر، تعود الزهرة البيضاء، إروّ زهرة الخلود بدم عذراء، واسرق سحر عجوز شمطاء تعود الزهرة البيضاء للحياة.. بجمال آثينا .. تعود"
.. جدتك مش هي الوحيدة الـ...
- لارا ده معناه ايه!!!؟
لاراا !!
تليفوني فصل شحن!..
بعدها سمعت جرس الباب.. نزلت ببطء وأنا حاسة بتنميل في أطرافي.. قلبي بيدق بسرعة من الخوف..
فتحت الباب.. عمتي بشحمها ولحمها كانت قدامي! ..


©أسماء عبد الناصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جزء مفقود في الترجمة

Black Mirror - New written episode.

مبقاش سر